جبـل العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نلتقي لنرتقي ،، !!
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصص ولطائف الأقدمين

اذهب الى الأسفل 
+3
سيرين
القرنفال الأحمر
nemer
7 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78590
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

قصص ولطائف الأقدمين - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص ولطائف الأقدمين   قصص ولطائف الأقدمين - صفحة 2 Icon_minitimeالأربعاء يوليو 28, 2010 7:31 pm



13 - أخبار المرقش وصاحبته أسماء

هو عمرو أو عوف بن سعد بن مالك بن قيس بن ثعلبة بن ربيعة أعلى قبائل طيء، ولد باليمن قبل خروج ربيعة ثم انتقلوا إلى العراق فنشأ بها وله اخوان أنس وحرملة رفعهم أبوهم إلى نصراني ببغداد يتعلمون الكتابة، وكان سعد والده يرى دين النصرانية، ومات فقام عمرو مقامه في العرب، فكان شجاعاً مهاباً في العرب.
خرج يوماً وقد قطع وادي نجران بأسد ونمر فلم يطق أحد أن يمر منهما فلما رأى عمرو الأسد وثب عليه فزاوغه ووثب فصار على ظهره فأمسك أذنيه مستثبتاً ثم دق رأسه وسلخ جلده، فلما أحس بالنمر ألف في جلد الأسد وناماً سيفه فوثب النمر لينزل عليه فتلقاه بالسيف ثم سلخه، وأخذ جلده عليه وأقبل على العرب فسموه المرقش، وقيل سمي بذلك لقوله:

الدار قفر والرسوم كما - رقش في ظهر الأدني قلم

ومن ولد أخيه حرملة رجل دعته العرب بالمرقش الأصغر لشبهه ذاك.
وأسماء هي بنت عوف بن سعد بن مالك أيضاً، وكان عمرو قد ألفها من التربية صغيرين فخطبها
إلى عمه فأنعم ومضى عمرو إلى جار الفلاة فمدحه، وحظى عنده فأمسكه مدة وأن الغلاء وقع بالبادية وطرقها جدب فقدم مرادي على عوف فخطب أسماء فزوجه بها على مائة ناقة واحتملها إلى قومه وعمدوا إلى عظام كيس فذبحوه ودفنوا عظامه وصيروها قبراً، فلما قدم عمرو أخبروه أنها ماتت وأروه القبر فلزمه حتى ضني وتغير حاله فبينما هو يوماً منتحباً إذ سمع ولداً قد اقتتل مع آخر على كعب يقول هذا أخذته من عظام الكبش الذي دفن وقيل لعمرو أنها أسماء فدعاه وسأله الخبر فحين عرف ذلك دعا بزوج ابنته وسارا في طلب المرادي. فقيل إن إخوته شعروا به فردوه فمات وتظافرت الأخبار بأنه وصل إلى واد بقرب مراد وقد ثقل عليه المرض فقال زوج ابنته لها اتركيه واذهبي بنا فقد أجهدنا، فلما سمع ذلك كتب على مؤخرة الرحل:

يا صاحبيّ تلبثا لا تعجلا - إن الرواح رهين أن لا تفعلا
فلعل لبثكما يقرّب بيننا - أو بسبق الاسراع سيبا مقبلا
يا راكباً ما عرضت فبلغن - أنس بن سعد إن لقيت وحرملا
للّه درّكما ودرّ أبيكما - لا يفلت العبدان حتى يقتلا
من مبلغ الأقوام أن مرقشاً - أضحى على الأصحاب عيا مثقلا
وكأنما ترد السباع بشلوه - إذ غاب جمع بني ضبيعة منهلا

و البيت الرابع فيه مشاركة مع المهلهل
فلما رأى أخوته الكتابة قتلا الرجل والمرأة، وأما عمرو فحين ذهبا عنه بقي مطروحاً فأوى إلى غار هناك وكان يألفه راع من مراد بينما هو به إذا هو بغنم وراعيها. فلما بصر به الراعي قال له من أنت فأعله باسم الذي هو عنده فإذا هو زوج أسماء فقال له تكلم مولاتك قال لا ولكن تأتيني جارية من عندها لأخذ اللبن. قال في النزهة وكانت أسماء قد مرضت أيضاً شوقاً إليه فلم تغتذ إلا بقدح من لبن في اليوم، فنزع عمرو خاتمه وقال للراعي ألقه في القدح فستصيب به خيراً، فلما رأته دعت الجارية فأخبرتها أن لا علم لها فنادت زوجها وأخبرته القصة فاستحضر الراعي، فلما عرفه ركب وأركب زوجته فأدركوا عمراً وبه رمق فاحتملوه عندهم، فمات وقيل أنشد عند موته:

سما نحوي خيال من سليمى - فأرّقني وأصحابي هجود
فبت أدير أمري كل حال - وأذكر أهلها وهم بعيد
على أن قد سما طرفي لنار - يشب لها بذي الارطي وقود
حواليها مها بيض التراقي - وآرام وغزلان رقود
نواعم لا تعالج بؤس عيش - أوانس لا تروح ولا ترود
يرحن معاً بطاء المشي روداً - عليهنّ المجاسد والبرود
سكنّ ببلدة وسكنت أخرى - فقطعت المواثق والعهود
فما بالي أفي ويخان عهدي - وما بالي أصاد ولا أصيد
وربّ أسيلة الخدّين بكر - نعمة لها فرع وجيد
وذي أشر شنيب النبت عذب - نقيّ اللون برّاق برود
لهوت بها زماناً في شبابي - وزين بها النجائب والقصيد
أناس كلما أخلقت وصلاً - عناني منهم وصل جديد

وله:

أغالبك القلب اللجوج صبابة - وشوق إلى أسماء أم أنت غالبه
يهيم ولا يعني بأسماء قلبه - لدات الهوى امراره وعواقبه

وعلى قوله راكباً البيتين أورد المصنف الحكاية المشهورة دليلاً على ذكاء العرب وأسندها إلى
مجهول وأصلها قال في روضة القلوب أن أسامة بن غسان بن حارث الكناني قتل أبو صبراً في
تميم، فخرج يستجيش له نصرة وذلك قبل يوم أوارة بأعوام يسير، فلما طال عليه المدى وقد صحب عبدين لخدمته ولحقته علة فعزما على قتله، فلما أحس ذلك قال لهما هل أنتما مبلغا ابنتي هذين البيتين قالا وما هما قال تقولان:
ألا يا بنات الحيّ أن أباكما للّه در كما ودر أبيكما
فلما أتيا الحيّ أخبرا بموته فقالوا هل أوصي بشيء، فقالا لا ضرر عليا فيما ذكره وذكرا لهم القول، فقالت إحدى بناته اقتلوا العبدين قد قتلا أبي فقالوا ومن أين لك ذلك قالت إن هذا الكلام سفه وهدر وقد كان مصوناً عن ذلك وإنما كتم عنهما تكملة البيتين والأصل:

ألا يا بنات الحيّ إن أباكما - أضحى قتيلاً في التراب مجندلا
للّه دركما ودر أبيكما - لا يبرح العبدان حتى يقتلا

فاستخبروهما فأقرا بالقصة. قلت وفي البيت خزم بالحرف الأول وهو عيب مشهور سائغ الاستعمال في الصناعة. وقوله بنات الحي، ثم عدل إلى التثنية في قوله أن أباكما جرياً على الغالب في خطاب العرب فإنهم يستعملون التثنية في موضع الجمع والأفراد.
قال ابن النحاس وأصل ذلك أن البدوي كان أكثر ما يكون مع راعيه ورفيقه أو أن نزل ابنتيه منزلة
الجمع تعظيماً، ثم عاد إلى أصله وقد حكى في شرح العبدونية هذه القصة عن المهلهل، وقال في
صدر البيت الأول من مبلغ الأقوام أن مهلهلاً والباقي على القصة المعروفة .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78590
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

قصص ولطائف الأقدمين - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص ولطائف الأقدمين   قصص ولطائف الأقدمين - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت يوليو 31, 2010 2:09 am



14 - أخبار عتبة بن الحباب وصاحبته ريا

هو عتبة بن الحباب بن المنذر بن الجموح الأنصاري.
وصاحبته هي ريا بنت الغطريف السللي. علقها بمسجد الأحزاب يوم منتزه، وأصل ذلك أن عبد الله بن معمر القيسي حين دخل المدينة قال بينما قد زرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً وجلست إذا أنا بشخص ينشد بصوت شجي ولا أراه:

أشجاك نوح حمائم السدر - فاهجن منك بلابل الصدر
يا ليلة طالت على دنف - يشكو الفراق وقلة الصبر
أسلمك من تهوى لحرّ جوى - متوقد كتوقد الجمر
ما كنت أعلم أنني كلف - حتى تلفت وكنت لا أدري
فالبدر يشهد أنني كلف - مغري بحب شبيهة البدر

فتبعت الصوت فرأيت شاباً حرقت الدموع خده، فقال لي اجلس أحدثك أنا فلان كنت يوماً بمسجد الأحزاب إذا بنسوة يتنزهن، فيهن جارية لم أر مثلها، وقفت علي وقالت ما تقول في وصل من يطلب وصلك، ثم مضت فلم أعرف خبرها، ثم غشي عليه ساعة فلما أفاق أنشد:

أراكم بقلبي من بلاد بعيدة - تراكم تروني في القلوب على البعد
فؤادي وطرفي يأسفان عليكم - وعندكم روحي وذكركم عندي
ولست ألذ العيش حتى أراكم ولو - كنت في الفردوس أو جنة الخلد

فشرعت في تسليته، قال عبد الله فلما طلع الصبح قلت له قم بنا إلى مسجد الأحزاب فأنشد:

يا للرجال ليوم الأربعاء أما - ينفك يحدث لي بعد النوى طربا
ما أن يزال غزال فيه يظلمني - يهوى إلى مسجد الأحزاب منتقبا
يخبر الناس أن الأجر هيمه - أو أنه طالب للأجر محتسبا
لو كان يبغي ثواباً ما أتى ظهراً - مضمخاً بفتيت المسك مختضبا

فمضينا إلى المسجد فحيناً صلينا الظهر أقبل النسوة ولم نر الجارية فيهن، فقلن له ما ظنك بمطالبة
وصالك، فقال وأين هي، قلن له مضى بها أبوها إلى السماوة فأنشد:

خليليّ ريا قد أجدّ بكورها - وسارت إلى أرض السماوة عيرها
خليليّ قد غشيت من كثرة البكى - فهل عند غيري عبرة استعيرها

فقلت له قد وردت بمال جزيل أريد به الحج، وقد عزمت على أن أبذله في حاجتك فهل لك أن تسير معي إلى قومها وأبيها، فقال نعم فسافرنا إلى أن وافينا أباها، ففرش لنا الانطاع ونحر لنا النحائر، فحلفنا ألا نأكل له طعاماً أو يقضي حاجتنا، فقال اذكروها فأعلمناه بخطبة عتبة، فقال من عتبة، فقلنا من الأنصار، قال ذاك إليها فقلنا له أخبرها، فدخل عليها وأعلمها فشكرت عتبة فقال قد نمى إلي أمرك معه وأقسم لا أزوجك به، فقالت إن الأنصار لا يردون رداً قبيحاً فإن كان ولا بد فاغلظ عليهم المهر، فقال نعم ما أشرت به، ثم خرج فقال قد أجبت ولكن على ألف دينار وخمسة آلاف درهم هجرية ومائة ثوب من الابراد والخز وخمسة أكراس من العنبر، فضمنا له ذلك وقلنا له إذا أحضرناها أجبت قال فاحضرنا ذلك، فأولم أربعين يوماً ثم أخذناها ومضينا، فحين قاربنا المدينة خرج علينا خيل كثيرة حسبنا وهم بأمر أبيها فقاتلناهم زماناً، فجاءت طعنة في نحر عتبة فسقط ودمه يفور، فجاءتنا النجدة فإذا هو ميت فحين علمت الجارية بموته جاءت حتى انكبت عليه وأنشدت:

تصبرت لا إني صبرت وإنما - أعلل نفسي أنها بك لاحقه
ولو انصفت روحي لكانت إلى الردى - أمامك من دون البرية سابقه
فما أحد بعدي وبعدك منصف - خليلاً ولا نفس لنفس موافقه

ثم شهقت شهقة فماتت فواريناهما معاً. قال عبد الله فأقمت سبع سنين ثم رجعت إلى زيارة النبي
صلى الله عليه وسلم فقلت لا أبرح أو أزور عتبة، فجئت فإذا أنا بشجرة عليها ألوان من الورق قد
نبتت على القبر، فسألت عنها فقالوا شجرة العريسين.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78590
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

قصص ولطائف الأقدمين - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص ولطائف الأقدمين   قصص ولطائف الأقدمين - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين أغسطس 02, 2010 11:58 pm




15 - أخبار الصمة وصاحبته ريا


هو أبو مالك الصمة بن عبد الله بن مسعود بن رقاش القشيري التغلبي من بني ربيعة، كان أديباً
شجاعاً عارفاً بأيام العرب ووقائعها ومواضعها وكثيراً ما يسند إليه ابن دريد والأصمعي، قال ابن
الفوار والوزير أنه أدرك أوائل الاسلام.
وريا هي بيت مسعود بن رقاش أيضاً، كانت ذات ظرافة وفراسة ومعرفة وحسن
نشأت مع الصمة صغيرين وكانا يتذاكران الأدب وملح الأشعار فأعجب بها وتمكنت منه ولم يكن عندها منه مقدار ما عنده منها، فلما شكا ما يجد منها إلى بعض أصدقائه أرشده إلى تزوجها، فخطبها إلى عمه، فأنعم على مائة من الابل، فمضى الصمة إلى أبيه فأعطاه تسعاً وتسعين فأبى مسعود إلا التمام وعد الله إلا ذلك وحلف كل على ما قال وأقفوا الأمر فحملت الصمة الانفة على أن خرج عنهما إلى العراق. فقالت الريا ما رأيت رجلاً أضاعه أبوه وعمه ببعير إلا الصمة لما عندهما من العلم بحبه لها، فلما طال عليه الأمر وتنازعه الشوق والشهامة المانعة له من العود بلا طلب مرض حتى أضناه السقم، وقيل أتى كاهناً بالعراق فسأله عما أضمر فأخبره أنه لا يتزوج بها أبداً فضعف، والصحيح كما حكاه صاحب قوت القلوب في أخبار المحب والمحبوب أنه قدم رجل يقال له غاوي بن رشيد بن طلابة المذحجي على مسعود فخطب منه ريا وأمهرها ثلثمائة ناقة برعائها، فزوجه بها فحملها إلى مذحج فبلغ الصمة ذلك فلزم الوساد وطال أمره، فدخل عليه رجل كان يألفه فعنفه وسلاه فأنشد:

أمن ذكر دار بالرقاشين أعصفت - به بارحات الصيف بدأ ورجعا
حننت إلى ريا ونفسك باعدت - مزارك من ريا وسعياً كما معا
فما حسن أن يأتي الأمر طائعاً - وتجزع أن داعي الصبابة أسمعا
كأنك لم تسمع وداع مفارق - ولم تر شعبي صاحبين تقطعا
بكت عيني اليمنى فلما زجرتها - عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا

الرقاشين اسم واد بين نجد واليمن كانت تنزله بنو ربيعة، والبارحات رياح معلومة صيفية تستبشر بها العرب والضمير يعود على الوادي.
وفي قوت القلوب أعصفت بها سانحات الصيف يريد بالدار، والسانحات أيضاً رياح لكنها لا تخص الصيف فيشكل التعيين هنا وقوله وسعياً كما معطوف على قوله ونفسك باعدت يريدان السعي والنفس أبعداه عن المحبوبة وغلط في قوت القلوب حيث أعرب وسعييكما نصباً بالياء على أنه معمول باعدت عطفاً على مزارك.
وقوله فما حسن أن يأتي الأمر وبكت عيني اليمنى البيتين قد استعارهما من المجنون وباقي الشعر واضح ويقال إن في القصيدة طولاً:

ولما رأيت البشر أعرض دوننا - وجالت بنات الشوق تحتي نزعا
تلفت نحو الحي حتى وجدتني - رجعت من الاصغاء الوي وأجزعا
وأذكر أيام الحمى ثم أنثنى - على كبدي من خشية أن تصدعا
فليست عشيات الحمى برواجع - عليك ولكن خل عينيك تدمعا
أما وجلال اللّه لو تذكرينني - كذكراك ما كففت للعين مدمعا
فقالت بلى واللّه ذكرى لو أنه - تضمنه صم الصفا لتصدعا

ولما طالت عليه دعا له صاحبه العراقي بطبيب حاذف، فلما تأمله قال إنما يشكو العشق لا غيره
وأرى أن يلزم النزهة والفرح بنحو البساتين ليتشاغل عما هو فيه فأخرجه صاحبه مع بعض الخدم إلى الثغور، فبينا هو يوماً على شاطىء نهر وقد وجد به الكرب إذ سمع امرأة تنادي ابنتها يا ريا فسقط مغشياً عليه فاحتملوه إلى بستان هناك وأضجعوه، فلما أفاق أنشد:

تعز بصبر لا وجدك لا ترى - سنام الحمى إحدى الليالي الغوابر
كان لساني من تذكري الحمى - وأهل الحمى يهفو به ريس طائر

ولم يزل يرددها حتى قضى، ولما وصل خبره إلى الريا داخلها من الوجد ما أمسكت معه عن الطعام والشراب وجعلت تبكي حتى ماتت، ومن لطيف شعره قوله:

ألا من لعين لا ترى قلل الحمى - ولا جبل الآثال الا استهلت
ألا قاتل اللّه الحمى من محلة - وقاتل دنيانا بها كيف ولت
غنينا زماناً باللوى ثم أصبحت براق الهوى من أهلها قد تخلت
فما وجد أعرابية قذفت بها صرو - ف اللوى من حيث لم تك ضنت
تمنت أحاليب الرغاء وخيمة - بنجد ولم يقدر لها ما تمنت
إذا ذكرت نجد وطيب ترابها - وبرد الحصى من أرض نجد أرنت

و له :

أرى الدهر بالتفريق والبين مولعاً - وللجمع ما بين المحبين آبيا
فأف عليه من زمان كأنني - خلقت وإياه نطيل التعاديا



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78590
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

قصص ولطائف الأقدمين - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص ولطائف الأقدمين   قصص ولطائف الأقدمين - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 06, 2010 1:48 am



16 - أخبار كعب وصاحبته ميلاء

هو أبو خثعم كعب بن مالك أو عبد الله أو خثعم بن لابي بن رباح بن ضمرة طائي من عرب
الحجاز يعرف بالمخبل، وكان جواداً سخياً شجاعاً، مألوف الصورة.
وميلاء هي بنت لابي بن رباح أصغر أخواتها كانت أجمل نساء الحجاز وكان كعب قد خطب إلى
عمه أخت ميلاء، وكانت تسمى أم عمرو فزوجه بها فشغف بها شديداً وألفها طويلاً وأنه دخل عليها يوماً فوجدها قد نضت ما عليها وهي عريانة فسرته حين نظر إليها، فقال أنشدك الله هل تعلمين امرأة أحسن منك فقالت نعم أختي ميلاء فقال ومن لي بأن أنظرها فأخبأته وأرسلت إليها فحضرت، فلما رآها وقعت من قلبه موقعاً أدى إلى زوال عقله من العشق فانطلق في طلبها فاستعرضها وشكا إليها ما لقي من حبها، فأعلمته أنها أعظم من ذلك في حبه، وشعرت أختها فتبعتها فرأتهما يتشاكيان المحبة فمضت إلى اخوتها وكانوا سبعة فأخبرتهم بذلك، وقالت إما أن تزوجوا كعباً من ميلاء، أو تغيبوها عني.
فلما علم بمعرفة اخوتها به هرب إلى الشام فمكث بها أياماً، وأن شامياً خرج يريد الحج فضلت به
الطريق فاسترشد امرأة وكانت بالتقدير المحتوم ميلاء وإلى جانبها أختها فأنشد الشامي متمثلاً:

أفي كل يوم أنت من بارح الهوى - إلى الشمّ من أعلام ميلاء ناظر
بعمشاء من طول البكاء كأنما - بها حرّ نار طرفها متحادر
تمنى المنى حتى إذا قلت المنى - جرى واكف من دمعها متبادر
كما أرفض سلك يعد ما ضم ضمة - بخيط الفتيل اللؤلؤ المتناثر

وهذا الشعر قاله كعب حين علق ميلاء قبل وقوعه إلى الشام و أن الشامي لما أنشد الشعر سألته ممن الرجل قال من الشام قالت أو تعرف صاحب الشعر. قال هو أعرابي اسمه كعب
أنه يحتمل إلى معرفتها من ذكر اسمها ويكون ما ذكر صحيحاً. ولما أخبرها باسم الأعرابي أقسما
عليه أن لا يبرح حتى بنظره أخوتها فإنهم يكرمونه ثم سألاه هل تروي له غير ذلك، قال نعم وأنشد:

خليليّ قد رضت الأمور وقستها - بنفسي وبالفتيان كل مكان
ولم أخف يوماً للرفيق ولم أجد - خلياً ولاذا البث يستويان
من الناس إنسانان ديني عليهما - مليان لولا الناس قد قفياني
منوعان ظلامان ما ينصفانني - بدلهما والحسن قد خلباني
يطيلان حتى يعلم الناس أنني - قضيت ولا واللّه ما قضياني
خليليّ أما أم عمرو فمنهما - وأما عن الأخرى فلا تسلاني
بلينا بهجران ولم ير مثلنا - من الناس إنسانان يهتجران
أشد مصافاة وأبعد عن قلى - وأعصى لواش حين يكتنفان
يبين طرفانا الذي في نفوسنا - إذا استعجمت بالمنطق الشفتان
فواللّه ما أدري أكل ذوي هوى - على شكلنا أم نحن مبتليان
فلا تعجبا مما بي اليوم من هوى - فبي كل يوم مثل ما ترياني
خليليّ عن أيّ الذي كان بيننا - من الوصل أو ماضي الهوى تسلاني
وكنا كريمي معشر حم بيننا - هوى فحفظناه بحسن صيان
نذود النفوس الحائمات عن الهوى - وهن بأعناق إليه ثواني
سلاه بأم العمر يشفي فقد بدا - به السقم لا يخفى وطول هوان
فما زادنا بعد المدى نقص حده - ولا رجعنا عن عملنا ببيان
خليليّ لا واللّه ما لي بالذي - تريدان من هجر الصديق يدان
ولا لي بالهجر اعتلاق إذا بدا - كما أنتما بالبين معتلقان
ولا لاهياً يوماً إلى اليوم كله - ببيض لطيفات الخصور رواني
يمنيننا حتى يرعن قلوباً - ويخلطن مطلاً ظاهراً بليان
أعينيّ يا عينيّ حتام أنتما - بهجران أم العمر تختلجان
فما أنتما إلا عليّ طليعة - على قرب اعتدائي كما ترياني
فلو أن أم العمر أضحت مقيمة - بمصر ودوني الشحر شحر عمان
إذن لرجوت اللّه يجمع بيننا - وأنا على ما كان ملتقيان
من البيض نجلاء العيون كلاهما - مقيم وعيشي ضارب بجران
أفي كل يوم أنت رام بلادها - بعينين إنساناً هما غرقان
إذا ذرفت عيناي قالت صحابتي - لقد ولعت عيناك بالهملان
ألا فاحملاني بارك اللّه فيكما - إلى حاضر الروحاء ثم ذراني

ثم نزل وجاء اخوتهما فأكرموه ودلوه على الطريق بعد أن استخبروا منه عن كعب وموضعهن ثم
توجهوا في طلبه وضعفت ميلاء على ما رواه في نهاية الأدب بصداع أصابها.
فلما حضروا بكعب نزل ناحية، وصادف وقت وفاتها فرأى الناس عند عند البيت مجتمعين، فأحس قلبه بالشر. فقال لصبي بإزاء البيت الذي هو فيه من أبوك. قال كعب وكان تركه صغيراً حين مضى إلى الشام فقال له ما اجتماع الناس على طنب هذا البيت قال على خالتي ميلاء ماتت الساعة. فلما سمع ذلك وضع يده على قلبه واستند إلى طنب البيت، وحرك فوجد ميتاً فدفنوه إلى جانبها رحمة الله عليهما.


تمت بإذن الله



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصص ولطائف الأقدمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جبـل العرب :: 
المنتديات الأدبية
 :: الشعر والخواطر المنقولة
-
انتقل الى: