[ كتب الشاعر يحيى عطا الله من عرب ال48 الموحدين:
جولان وجـهك قِـبلـة بـيضاء = بـبياضها تـتبـّيض الأرجـاء
ثـلج ومـرج عمائـم ملـفوفـة = وبـهاء لوْنٍ يـكـتسيه بـهاء -1
بيض الـمهاة ملأن أرضك أبـيضا = فـزهت بـهن الدور والأحياء
نصع البياض على البياض وشدّنـي = وجـه أغـر وفوطـة بـيضاء
الكل يـا جـولان عندك أبـيض = إلا الـبـيارق إنـها حـمـراء
* * *
جولان جـئـتك والسماء طليـقة = شـمس تـرقّ وزُرقـة وصفاء
وكأنـما صدْرَ السماء مُـعـيِّـدٌ = عيد الـجلاء فـصار فـيه جلاء
إسـعد بـعيدك واحـتفل فلعـلّه = يأتـي أخوه وكم يـطيب إخاء
وتـمنَّ أن تـحظى بـعيد آخرٍ = صهـيون فـيه والفرنـج سواء
ولْـتجْلُ إسرائيل عنك كما جلت = يـوما فرنسا وانـتهـى الإعياء
عرفتك يا جولان كـل خليـقـة = في الأرض أنك مُرخـصٌ فـدّاء
تشري الكرامة حـيـن تعلم أنّـهُ = ثـمن الـكرامـة أدمـع ودماء
وإذا نزلت إلـى الطـعان فأنت من = لـه فـي الصدور الطعنة النجلاء
في الثورة الكبرى غدوت جـهنما = لـمـا غـلتْ بك غضبة حراء
ونثرت في أرض الشهادة أنـجما = أخـلاطها شرفٌ ، دم وسـناء
* * * * *
رحل الذيـن استعمـروا أوطانـنا = لكن لـهم في شرقـنا وُرَثـاء
يـتحكمون بـنا وهم من جـنسنا = والـلّـهِ أسهـلُ مـنهم الغرباء
إن كان حاضرنا بغيضا مُـمـقـتا = فالأمس فيه تـعـلُّـل وعـزاء
كم حلقت فـي النصر أمتـنا وكم = فـي جوّهِ سطعت لـها الأضواء
كم قاتلت مستعمرين وكمْ أبـتْ = أن يستـبـيـح ذمارها الدُّخلاء
سـتـظل أمتـنا لـهيـبا واعدا = و تـظلُّ فـيها روحـها العرباء
وتـظل من شـمم العروبـة قامة = يـمشي بـها أبناؤها الـنُّجباء
مثل الـذين لـهم على جولانـهم = قـدمٌ تـهِدُّ وقـامـة شـمّاء
ما فُـلَّ تـحت الإحتلال حديدهم = والإحـتلال حـديـدة صمّـاء
ملأوا مـنازلـهم صمودا واقـتدوا = بالصخر وهو تَـرسُّـخ وبـقاء
في مـجدل الشمس ارتقتْ وتعلقتْ = في الشمس من أسـمائهم أسمـاء -2
وبعين قـنيا لا تليـن قـناتــهم = وبسعد "مسعدة" هـم السُّـعداء
أما بـبقعاثـا فـهُمْ بـعريـنهم = أُسْـدٌ وفـي أفـيائـهم أمـراء
ها هم بني معروف فوق هضابـهم = شـمَمُ وعـزّة أنـفس وإبـاء
من ألف عام ما جرى بـعروقـهم =إلا الـدّمِ العربـيّ فـيه نـقاء
ما بـدّلـوا دمهم ففي أعرافـهمْ = الـمـاء مـاء والـدّمـاء دماء
بدمائه الـجولان يكتب أنّ سـو = رِيّـا أبـوه وأمّـه الـفـيحاء
وهـويـةٌ سوريّـةٌ لا غـيـرها = قـبـلوا فـهم من غـيرها أبْراء
ما لـلغريب على دمـاهُـم سُلطة = كـلا ولا لـلإحـتـلال ولاء
جولان دربـك لـم يزل مـتوقِّدا = تـمضي ولا يُـثنيك عنه صلاء
جولان أرضُـك إن أتاها غاصب = فعلى ثـراها شعـبك الـفـدّاء
شعب يقول لأرضه:أرضي ابـشري = مـنْكِ القـبور ومنِّـيَ الشهداء
أما إذا بـسط السلام بِـساطـه = تـحت الربيع فشعبك الـمعطاء
شعب يقول لأرضه : أرضي ازهري = منك الـحياة ومـنِّـيَ الأحياء