أحلام مريم

غزتني ابتسامتها البريئة تجتاح كل خلايا جسدي كشلال متدفق من المشاعر الدافئة ، رغم أن مريم ابنة أخي طفلة الستين يوما والتي لا يتجاوز طولها الثلاثين سنتيمتر إلا أنها بنشاطها المتجدد تفعل بي ما لم تفعله نساء الكون ،تكر على قلبي وتستبيحه بضراوة ،ولا زالت تجتاح مشاعري حتى أحسست بسلسال من الدموع ينساب على وجنتي ويسقط على خديها.
وكأنها أحست بما دار في خلدي فبدأت بالبكاء وكان علي تهدئتها لانشغال والدتها في أداء أعمال المنزل فجلست علي سريري ووضعتها علي حِجري وكانت لا تزال تبكي ،فأمسكت بمُشغل التلفاز- أبحث بين فضائياته عما اشغل طفلتي به غير أن تفاهة ما فيه جعلتني أطفئه وأقذف المُشغل بعيدا وابحث عن وسيلة أخري لجذب انتباه مريم .
الغناء هو الوسيلة الوحيدة التي وجدتها متاحة أمامي فبدأت أغني أغنية الحلم العربي :
أجيال ورا أجيال حتعيش على حلمنا واللي نقوله اليوم محسوب علي عمرنا
جايز ضلام الليل يبعدنا يوم إنما يقدر شعاع النور يوصل لأبعد سما
رغم أن صوتي أجش ونبراته خرجت تجمع بين الغلظة والفحيح إلا أن الطفلة بدأت تتفاعل مع الأغنية وتتقافز ثم تقذفني بقدميها الصغيرتين –تقطب أحيانا وتبتسم أخرى وأنا مع الأغنية تجتاحني فضاءاتها الرحبة
عَرف زمانك من تكون أرضي طموحك اشتغل
أفتح لمرآتك عيون يبصر بها من جاء بعد
دب النشاط في الطفلة و تسرب منها علي المكان من حولها حتى وكأنني ألمح الصور على حوائط الغرفة تتراقص و المصباح الصغير ذو المائة وات يتحول شمسا يغمر ضوئها أركان المكان حتى كان المقطع الأخير للأغنية :
أتحدى الكون وأتمرد وأتعلم تبقي جرئ
مشوار الألف ميل خطوة بتبدأ بطريق
سرحت الفتاة مع الأغنية حتى انتهت وكانت والدتها لا زالت مشغولة بأعمال البيت فكان علي إكمال ما بدأت وهنا قفز إلى ذهني أغنية " وطني حبيبي الوطن الأكبر" وبدأت أغني
وطني حبيبي الوطن الأكبر يوم ورا يوم أمجاده بتكبر
وانتصاراته مالية حياته وطني بيكبر وبيتحرر وطني وطني
أحسست بالطفلة تتململ فعدلت وضعها قليلا ثم تابعت الأغنية فلاحظت بقاء حالتها النفسية كما هي ، تغافلت عنها فعلا صوتها بالبكاء وكأنها تسألني : أين هو وطنك الأكبر أعميت عن تشرذمه ؟.

بدأت أٌكلم فتاتي عن أمجاد وطني و فتوحات أجدادي التي اجتاحت العالم ، وكيف دانت لهم الرقاب وكيف كان الملوك يسارعون إليهم يخطبون ودهم ، رغم براءة ملامح مريم إلا أني لاحظت العبوس يزحف على تضاريس وجهها ويصنع من عينيها مغارات تحوي أطنانا من الحزن.
حاولت طمأنة الطفلة فأردفت: عسى أن يكون بين ساستنا مَن يوحد الشمل وينتفض لنصرة الإسلام ، وهنا اعترضت على تمسكي بأمل واهٍ فأحسست بماء حار ينساب على قدمي فعرفت أنها (عمَلتها) اعتراضا على كلماتي .
فقمت من مكاني وعلى وجهي ابتسامة تجمع بين السخرية والخجل وقاربت بين قدمي قليلا وحنيت ظهري ورأسي أمامها قائلا : اعتراضك مقبول يا سيدتي ثم سارعت لتغيير سروالي الذي بلله اعتراضها .


https://www.youtube.com/watch?v=wXvcHnM48Vs

الله الله

ما هذا الابداع في وصف الحاله يا سيدي


انت لا شك مغموس بكل ذرات تراب هذا الوطن

من المحيط للخليج لتعرف ما به

كانه احد اجزاء جسمك

اشكرك لما قدمت من ابداع

yara كتب:

مرور أولي
أثبتها لحين عودة

ودي ووردي

YARA

المبدعة الكريمة /yara
يقال في مصر (كل جواب يقرأ من عنوانه) وهاهو مرورك الأول وتثبيتك للقصة يبوح بما تحتويه نفسك من كرم ودماثة في الخلق فإليك وتحايا من نيل مصر

غريب كتب:

ههه


جميل جدّا


المقال ببساطة الاحداث


رائع


حب الوطن ,الأمل ,الوطن الاكبر,
القائد البطل,المعنويات


هنا نقرأ الكثير والكثير


أتقدم بشكري لك أيها الأديب


وأنا بانتظار كل حرف تكرم به علينا

صديقي الشكر موصول لك فما أجمله أن نتشاطر حب الأوطان في كؤوس الرؤى المتوحدة
إإليك يا صديقي أسكب الأشواق حروفا فسم الله وأشرب هنيئا مريئا ولا تنس أخيك برقتك العاطرة

ميمونة اليونس كتب:

الحلم العربي

الذي تغنينا به
وكبرت أحلامنا به
ها هو يسقط كما سقطت كل الشعارات
الزائفة
الحلم العربي يا صديقي
لم يبق منه سوى الاسم فقط
مات بل قتل بأيدينا
أما الوطن الأكبر
فقد كان تعبير تلك الصغيرة
مريم واعتراضها
كان تذكير لنا بأن الوطن الأكبر ما عاد كبيرا
بل أنه بقايا أجزاء متنائرة
في كل يوم تصغر أكثر

الأديب الأريب
السيد عبد الجابر
أعلم أن أحلامك كبيرة وأكبر من مساحة هذه الكون
اتمنى أن تحقق ولو جزء يسير منها
وأن تشهد في ذات يوم
ولادة أمة من جديد
أرحب بك بيننا
وأحييك مع كل المودة والاحترام

سيدتي لعله الحب الصادق هو الذي يجذبنا إلى الأحلام لعلنا في رضابها طعما آخر غير ذاك العلقم الذي يغشى واقعنا المرير ولعل قول الشاعر :
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير كعم الموت في أمر عظيم
يجذب المحبين لمعانقة النجوم ، وكما ذكرت الأحلام دائما فضفاضة والواقع ثوب ضيق وبين هذا وذاك يدور القلم

سيدتي التي تغزل الكرم تبرا ، وتصنع من الحرف عسلا لك تحياتي وقدح من القهوة بالهال لترتشيفه مع تراتيل الصباح ،فقط كفاك مدحا يا أستاذتي فلا زلنا على درب الحروف نتهجى الخطى

فارس بلا جواد كتب:

الله الله

ما هذا الابداع في وصف الحاله يا سيدي


انت لا شك مغموس بكل ذرات تراب هذا الوطن

من المحيط للخليج لتعرف ما به

كانه احد اجزاء جسمك

اشكرك لما قدمت من ابداع

أستاذي ربما يحضرني مثل شعبي مصري يقول (كثرة الحزن تٌعلم البكاء ) ونحن غرس هذا الوطن شربنا من طينه الأصالة وتجرعنا معها كؤوس الأحزان ،ومن هنا فليس بصعب على الأقلام الصراخ بحرقة على الواقع المرير فقط نطلقها لتعبر
أستاذي شكرا لحروف غزلتها شهدا فغازلتني بصوت هو أعذب من القيثارة ،وأحلى من الرضاب

اقتباس :

بدأت أٌكلم فتاتي عن أمجاد وطني و فتوحات أجدادي التي اجتاحت العالم ، وكيف دانت لهم الرقاب وكيف كان الملوك يسارعون إليهم يخطبون ودهم ، رغم براءة ملامح مريم إلا أني لاحظت العبوس يزحف على تضاريس وجهها ويصنع من عينيها مغارات تحوي أطنانا من الحزن.
حاولت طمأنة الطفلة فأردفت: عسى أن يكون بين ساستنا مَن يوحد الشمل وينتفض لنصرة الإسلام ، وهنا اعترضت على تمسكي بأمل واهٍ فأحسست بماء حار ينساب على قدمي فعرفت أنها (عمَلتها) اعتراضا على كلماتي .
فقمت من مكاني وعلى وجهي ابتسامة تجمع بين السخرية والخجل وقاربت بين قدمي قليلا وحنيت ظهري ورأسي أمامها قائلا : اعتراضك مقبول يا سيدتي ثم سارعت لتغيير سروالي الذي بلله اعتراضها

[color=green]سيد عبد الجابر كم أنت فاضل بمشاعرك النقية، وإسلوبك القصصي العذب والهادف، وأقول ما دام في وطننا الكبير أمثالكم يا (سيد جابر) فلن نقطع الأمل ولن نيأس

على فكرة وانا أكتب ردي كنت استمع لك في(ثقافية كافية) يا سلام أنت جميل بحديثك كما انت جميل بكتابة حرفك

بوركت يا طيب وننتظر المزيد
لك مستقبل مشرق وبهي

إحترامي ومودتي لك[/color]

كمال اسعد ابوراس كتب:

أستاذنا الفاضل
حين يكون الأديب ملتزما بقضايا الأمة
يستحق عندها فقط أن ينتمي لهذه الأمة
قرأت في قصتك
نبض رجل ثائر
على التفرقة والضعف والتشتت
كل ما أرجوه أن يأتي يوم ويلتم الشمل
لك مودتي مع التقدير
أخوك أبو ليث

سيأتي هذا اليوم إن شاء الله ما دام فينا قلوب تنبض بعشق هذا الوطن ، وتتنفس أنفاسه
أستاذي العزيز /أبو ليث
اسعدني جدا غوصك بين أمواج كلماتي ، لتهديني تلك اللؤلؤة البهية من عذب كلماتك
مودتي وتقديري

أبو سارة كتب:

أتسائل لو غنيت لمريم بلاد العرب اوطاني ماذا سيكون رد فعلها
أطربني اختيار الاسم(مريم) لما يحمل من دلالة
الاستاذ السيد جابر
مع فائق احترامي وتقديري تقبل مروري وشكري

سيدي (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ) وقد جربت إعتراضها مرة واحدة والله أعلم بما ستفعله بعد ذلك

لاني لا احب التباهي بما أفعل فقد جاء اسم (مريم )عفويا كإهداء لابنة أخي (مريم ) وكذلك جاء اسم مجموعتي القصصية الأولى يحمل اسم (أحلام مريم)
أستاذي /أبو سارة
بورك مرور يحاكي مرمرة الحرير ، وبهاء الياسمين
مودتي وتقدير ي

يونس محمود يوسف كتب:

السيد عبد الجابرأديبنا الراقي
أنت تحمل الوطن في حناياك ولعمري هذا هو قلب المواطن الحر الشريف
وتبكي واقعاص مرير وظلاماً خيم علينا طويلاً سيزول يا سيدي عند بزوغ شمس الكبرياء
لك مني التقدير والعجاب
مودتي
أبو هاشم

شاعرنا الجميل /يونس محمود (أبو هاشم )
يبدو سيدي أن الزهور الفيحاء لاوطن لها ولا تحجبها المسافات ، فها هي حروفك العاطرة يحوطني شذاها في كل مقام ومكان
مودة بحجم السماء لرقة حضورك

أملي القضماني كتب:

اقتباس :

بدأت أٌكلم فتاتي عن أمجاد وطني و فتوحات أجدادي التي اجتاحت العالم ، وكيف دانت لهم الرقاب وكيف كان الملوك يسارعون إليهم يخطبون ودهم ، رغم براءة ملامح مريم إلا أني لاحظت العبوس يزحف على تضاريس وجهها ويصنع من عينيها مغارات تحوي أطنانا من الحزن.
حاولت طمأنة الطفلة فأردفت: عسى أن يكون بين ساستنا مَن يوحد الشمل وينتفض لنصرة الإسلام ، وهنا اعترضت على تمسكي بأمل واهٍ فأحسست بماء حار ينساب على قدمي فعرفت أنها (عمَلتها) اعتراضا على كلماتي .
فقمت من مكاني وعلى وجهي ابتسامة تجمع بين السخرية والخجل وقاربت بين قدمي قليلا وحنيت ظهري ورأسي أمامها قائلا : اعتراضك مقبول يا سيدتي ثم سارعت لتغيير سروالي الذي بلله اعتراضها

[color=green]سيد عبد الجابر كم أنت فاضل بمشاعرك النقية، وإسلوبك القصصي العذب والهادف، وأقول ما دام في وطننا الكبير أمثالكم يا (سيد جابر) فلن نقطع الأمل ولن نيأس

على فكرة وانا أكتب ردي كنت استمع لك في(ثقافية كافية) يا سلام أنت جميل بحديثك كما انت جميل بكتابة حرفك

بوركت يا طيب وننتظر المزيد
لك مستقبل مشرق وبهي

إحترامي ومودتي لك[/color]

أستاذتي الغالية/أملي القضماني
ستتعجبين يا سيدتي أن ذكرت لك فحوى أول رد تلقيته منك في موضوع ( أخبرنا متى تكذب؟ ) وسمعته لك حرفا حرفا وكان ذلك قبيل عامين ، ومنذ ذلك الحين لا زلت تحملين مشعل الحرف الداعم والمؤازر لحروفي برقة الحروف وسماقة المشاعر
وكم أسعدني تعايشك مع الكلمات واللقاء في آن واحد ورسم في الذاكرة شهادة تقدير يصعب على الأيام طمسها مهما حاولت
مودتي وتقديري