هذا اللون أخذ اسم صاحبه الشاعر الفارسي عمر الخيام وسمي (رباعيات الخيـام) وهو بمجمله من أجمل الحكم وأعذبها
وزاد روعة عندما صدحت به سيدة الغناء العربي أم كلثوم ....
سمعتُ صوتاً هاتفاً في السحر......نادى من الغيـــــب غفاة البشـــــر
هبوا املأوا كأس المنــــــــــى......قبل أن تملأ كأسَ العمر كفُ الَقَدر
لا تشغل البال بماضي الزمان.....ولا بآتي العــــــــيش قبـــل الأوان
واغنم من الحاضر لذاتـــــــــه.....فليس في طبع الليــــــــــالي الأمان
غَدٌ بِظَهْرِ الغيـــــب واليومُ لي.....وكمْ يَخيبُ الظَـــــــــــــنُ في المُقْبِلِ
ولَسْتُ بالغـــــــافل حتى أرى.....جَمال دُنيـــــــــــــــــــايَ ولا أجتلي
القلبُ قد أضْناه عِشْق الجَمال.....والصَدرُ قد ضــــــــاقَ بما لا يُقال
يا ربِ هل يُرْضيكَ هذا الظَمأ....والماءُ يَنْســــــــــابُ أمامي الزُلال
أولـــــــى بهذا القلبِ أن يَخْفِقا.....وفي ضِرامِ الحُــــــــــبِّ أنْ يُحرَقا
ما أضْيَعَ اليومَ الذي مَرَّ بــي.....من غير أن أهْــــــــوى وأن أعْشَقا
أفِقْ خَفـيفَ الظِلِ هذا السَحَر.....نادى دَعِ النـــــــــــــومَ وناغِ الوَتَر
فما أطالَ النـــــــــــومُ عُمرأ.....ولا قَصَرَ في الأعمارَ طولُ السَهَر
فكم تَوالــى الليل بعد النهار.....وطـــــــــــــــــال بالأنجم هذا المدار
فامْشِ الهُوَيْنا إنَّ هذا الثَرى....من أعْيُنٍ ســــــــــــــاحِرَةِ الاِحْوِرار
لا توحِشِ النَفْسَ بخوف الظُنون....واغْنَمْ من الحاضر أمْنَ اليقين
فقد تَساوى في الثَرى راحلٌ غداً....وماضٍ من أُلـــــــوفِ السِنين
أطفئ لَظى القلبِ بشَهْدِ الرِضاب....فإنما الأيام مِثل السَحــــــاب
وعَيْشُنا طَيـــــــــــــفُ خيالٍ فَنَلْ....حَظَكَ منه قبل فَوتِ الشباب
لبست ثوب العيش لم اُسْتَشَرْ.......وحِرتُ فيه بين شتى الفِكر
وسوف انضو الثوب عني ولم....أُدْرِكْ لماذا جِئْتُ أين المفر
يا من يِحارُ الفَهمُ في قُدرَتِك.....وتطلبُ النفسُ حِمى طاعتك
أسْكَرَني الإثم ولكننــــــــــي.....صَحَوْتُ بالآمال في رَحمَتِك
إن لم أَكُنْ أَخلصتُ في طاعتِك....فإنني أطمَعُ في رَحْمَــــــتِك
وإنما يَشْفــعُ لــــــــــــــي أنني...قد عِشْتُ لا أُشرِكُ في وَحْدَتِك
تُخفي عن الناس سنــا طَلعتِك....وكل ما في الكونِ من صَنْعَتِك
فأنت مَجْلاهُ وأنـت الـــــــــذي....ترى بَديعَ الصُنْعِ في آيَــــــتِك
إن تُفْصَلُ القَطرةُ من بَحْرِها....ففي مَـــــــــــــداهُ مُنْتَهى أَمرِها
تَقارَبَتْ يــــــــا رَبُ ما بيننا....مَســــــــــــافةُ البُعْدِ على قَدرِها
يا عالمَ الأسرار عِلمَ اليَقـين....وكاشِفَ الضُرِّ عن البائسين
يا قابل الأعذار عُدْنا إلــــى....ظِلِّكَ فاقْبَلْ تَوبَةَ التــــــــائبين