جبـل العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نلتقي لنرتقي ،، !!
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رعاك الله أيّها المُغترب

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو سارة
عضو مجتهد
عضو مجتهد
أبو سارة


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 270
مكآنيَ » : http://sadaaljabal.yoo7.com
نقآطيَ » : 79601
تآريخ التسجيــل : 08/12/2009

رعاك الله أيّها المُغترب Empty
مُساهمةموضوع: رعاك الله أيّها المُغترب   رعاك الله أيّها المُغترب Icon_minitimeالخميس سبتمبر 30, 2010 7:03 am

رعاك الله أيّها المُغترب

بقلم: زينب البحراني

الاغتراب عن الوطن يُعلّمك الكثير..



الاغتراب في أرضٍ لا تعرف فيها أحدًا ولا أحد يعرفك غير ربّك، يُحوّلك في البداية إلى مخلوقٍ قادمٍ من عالم (أصحاب الكهف). تشهق روحه دهشةً أمام كلّ مشهد، يضيع في أقصر شارع، ولا يدري من أين يأتي وإلى أين يذهب. الأصوات في الخارج تبدو مُتضخّمةً لمسامعه، بينما يبدو العالم ميتّا بلا صوت داخل مسكنه. ويبدو العالم هائلاً، مُتعملقًا، وشرّيرًا غير قابل للتّفسير. ككتابٍ ضخمٍ بحروفٍ كبيرةٍ للُغةٍ يعجز عن فكّ طلاسمها.



وحين يكون الفرق بين بيئته السّابقة وبيئته اللاحقة كبيرًا؛ يتعثّر بعالمه الجديد تعثّر الأطفال بأثاث بيتٍ واسع لم تألفه خطواتهم الأولى، لكنّ تعثّر الاغتراب ليس له حُضن أمّ حنونة يُسارع بتضميد صدمته المُباغتة، وليس له أبًا يقف على قيد لحظات بصوتٍ يبعث الحماس على خطواتٍ ناجحةٍ تُنسي ما مضى من عثرات.



في تلك المرحلة يزلّ المرء – لا سيّما إن كان وحيدًا- في حماقات صغيرةٍ وكبيرة كثيرة. يخسر من نقوده أكثر مما يجب.. يُحاول الاقتراب من أشخاص لو عرف حقيقتهم لفرّ منهم فراره من أخطر أفعى، ويبكي طويلاً بعد مُنتصف كلّ ليلة؛ لأنّه يشتاق إلى أبويه، أو إلى أبنائه، أو إلى نصفه الذي يُحبّه حتّى نُخاع الرّوح. ولأنّه يشعُر أنّ تفاصيل كثيرة من حياته تنزلق من بين يدي سيطرته لأسباب غير مفهومة، ولأنّ هذا الكابوس الجديد الذي يعيشه اليوم لا يُشبه ما كانت أحلامه تصبو إليه.



بعد شهور، ورُبّما سنوات، تنكمش غرابة هذا العالم الذي لا يغدو جديدًا. فيألف التّضاريس الجُغرافيّة للمكان، والتّضاريس الرّوحيّة للأشخاص، ويُكوّن شبكةً صغيرةً من المعارف والصّداقات، وتتسع تجربته الإنسانيّة اتّساعا مُضاعفًا. فيُصبح أعمق خبرةً بخبايا النّفس البشريّة، وأكثر إتقانًا لقراءة نوايا الأشخاص الذين يلتقي بهم خلال فترةٍ أقصر كثيرًا مما كان إدراكه يستغرقه قبل اغترابه. ويصير شبه مُلقّح ضدّ النّصب، والاحتيال، ومُحاولات الاستغلال الكبيرة والصّغيرة، لأنّ ظروف الحياة تضطرّه للارتطام بمواقف أكثر تعقيدًا وأشدّ صعوبةً من تلك التي كانت تواجهه ويواجهها حين كان مُصفّحًا بحماية الأهل والأحباب والأصحاب على أرض وطنه الأم، فيكبُر من الدّاخل عِقدًا كاملاً من الزّمان في كلّ عام.



وأحاسيس المُغترب تغدو مُفرطة الحساسيّة إزاء التقاط إشارات طلب النّجدة ممن يحتاجون يدًا تمتدّ لهم بالعون، فيكتشفون التّائه عن طريقه بنظرةٍ واحدة. ويُبادرون بالتّحيّة والسؤال بنبرةٍ مُطمئنة، ثمّ يبذلون المُستطاع لأجل تقديم المُساعدة أو إرشاد محتاجها إلى من بوسعه بذلها عن طيب خاطر، ودون تييت أدنى نيّة للمنّ، والأذى، أو ترقّب ردّ الجميل، لأنّهم يُدركون من تجاربهم السّابقة مدى مُعاناة المُحتاج، ويُحسّونها، ويشعرون بها، ويؤمنون أنّ ما يفعلونه هو واجبهم تجاه الله الذي حوّلهم من مُحتاجين للمُساعدة إلى أثرياء بالمقدرة على تقديمها. وأنّه وحده القادر على مُكافأتهم بمن يُساعدهم حين تتقطّع بهم السب في موقف مُشابه.



لكنّ تلك المرحلة تبقى لها مخاطرها الكبيرة؛ لأنّ أصغر موقفٍ مُحبط بوسعه تدمير نفسيّة الفرد المُغترب وتصعيد شعوره بالفشل إلى حدّ يصعب كبحه، إذ يرى أنّ كلّ تضحياته تطايرت هباءً في فضاء اللاجدوى. لهذا نسمع أخبار الذين يموتون بؤسًا، وينتحرون يأسًا لعجزهم من العودة إلى بُلدانهم برفقة مرارة ذاك الإحساس.



أسأل الله تعالى حياةً طيّبة، ونجاحًا حليفًا لكلّ مُغتربٍ نزيه، يسير على أرض اغترابه مُفصحًا بسلوكه عن خير سفيرٍ لوطنه وأمّته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sadaaljabal.yoo7.com
حسام مرشد
عضو فعال
عضو  فعال
حسام مرشد


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 56
نقآطيَ » : 74793
تآريخ التسجيــل : 25/09/2010

رعاك الله أيّها المُغترب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رعاك الله أيّها المُغترب   رعاك الله أيّها المُغترب Icon_minitimeالخميس سبتمبر 30, 2010 8:39 am

[
color=red] اخي ابو سارة
وضعت يدك على الجرح فعلا هذا ما يحدث
ولكن الصورة الاخطر ان تجري دماء الغربة في نفوس عدد من الشبان ويرفضون العودة الى بلادهم وليس حب الغربة والسفر بل خجل من انفسهم لانهم بنظرون الى انفسهم فيجدون انفسهم لم يحققوا ما صبوا اليه فيذهب عمرهم في المهجر ويحتفظون ببعض الذكريات الذي توصلهم ببلدهم
هذه صورة تكررت كثيرا
تحياااتي لك ابو سارة وانا اسف للاطالة في ردي
تحيااتي
[/color]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القرنفال الأحمر
الادارة العامة
الادارة العامة
القرنفال الأحمر


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 11342
نقآطيَ » : 102755
تآريخ التسجيــل : 06/05/2008

رعاك الله أيّها المُغترب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رعاك الله أيّها المُغترب   رعاك الله أيّها المُغترب Icon_minitimeالخميس سبتمبر 30, 2010 1:14 pm

الاعتراب
هو قدر مكتوب على الغالبية العظمة من الناس
وهو نقطة تحول في حياتنا إما للأحسن أو للأسوأ
لذا يجب أن نتعامل مع الواقع
وكأنه مفروض علينا
صحيح أن بلد الاغتراب قد يوفر لك ما لا تجده في موطنك الأصلي
ولكن هذا لا يمنع من أن الحنين لمسقط الرأس يبقى عارما
ولا بد من عودة
مودتي أبو سارة العظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فارس بلا جواد
الادارة العامة
الادارة العامة
فارس بلا جواد


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 9823
عمريَ » : 55
نقآطيَ » : 101200
تآريخ التسجيــل : 02/06/2008

رعاك الله أيّها المُغترب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رعاك الله أيّها المُغترب   رعاك الله أيّها المُغترب Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 01, 2010 12:34 am

موضوع رائع و مميز جدا و يطرح قضيه مهمه

الطموح يبدو ما يبعد ابناء البلد عن ترابهم و مسقط راسهم

لكن لكل شيء حد و يجب ان يفكر المغترب بالعوده مهما كان

ما جناه

اشكرك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://qisip.com/
 
رعاك الله أيّها المُغترب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اعلم رعاك الله
» إن شاء الله
» قصيدة بعنوان: ولأنني المجنون رحتُ أحطبُ...اسحق قومي
» سبحان الله
» عظم الله اجركم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جبـل العرب :: 
المنتديات الأدبية
 :: الشعر والخواطر المنقولة
-
انتقل الى: