جبـل العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نلتقي لنرتقي ،، !!
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
القرنفال الأحمر
الادارة العامة
الادارة العامة
القرنفال الأحمر


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 11342
نقآطيَ » : 102725
تآريخ التسجيــل : 06/05/2008

ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Empty
مُساهمةموضوع: ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة   ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Icon_minitimeالإثنين يوليو 26, 2010 12:29 pm


الهجاء طاقة شعرية مشروعة ما لم تخرج عن إطار الفخر بالذات والتقليل من شأن المهجو مع التزام الشاعر الهجَّاء البعد عن السب المباشر الصريح .. وهو غرض من الأغراض الشعرية العربية الأصيلة نشأ مع نشأة الشعر لتفريغ شحنات الغضب التي تعد لونا من ألوان التموجات النفسية للشاعر وبما أن القالب الشعري هو المتنفس لطاقة الشاعر النفسية وبما أن الغضب انفعال إنساني وبما أن الشاعر إنسان , إذن فله الحق الأصيل في تفريغ تلك التموجات النفسية الغاضبة في صورة هجاء ..
حتى الآن فالهجاء ليس بأمر غير مألوف بل على العكس هو أمر مألوف تماما , وقد عرف الشعر العربي عبر عصوره شعراء هجّائين من الطراز الأول ففي العصر الجاهلي كان طرفة بن العبد أشد الشعراء هجاء على الرغم من ذيوعه بين الناس بدماثة الخلق والوفاء بالعهد حتى قيل عنه أنه شهيد الوفاء بالعهد ... وكان هجاؤه عَمْرَاً بن هند سببا في قتله فقد أراد عمرو بن هند قتله هو وخاله ( المتلمس ) لهجائهما له هجاءً شديدا لا مجال لعرضه حيث خروجه الشديد عن الآداب العامة ومن أخفه قول ( طرفة ) في عمرو بن هند :
قولا لعمرو بن هند غير متئد ... يا أخنس الأنف والأضراس كالعدس
ملك النهار وأنت الليل - - - ... - - - - - - - - - - - - - - - - - - -


وكان المتنبي هجّاءً شديد الهجاء إلا أنه كان يضع هجاءه في قالب فلسفي لما له من قدرات خاصة نتجت عن اطلاعه على علوم الكلام ومنه قوله :
ومن جاهل بي وهو يجهل جهله ... ويجهل علمي أنه بي جاهل

وكلنا بالقطع يعلم أن قتله كان بسبب الهجاء ...
وأمير الشعراء أحمد شوقي كان هجّاءً سليط الهجاء فإذا سلط هجاءه على أحد كأنه أشعل فيه حريقا ومنه هجاءه ( أحمد محرم ) و ( العقاد ) حين قال فيهما مشبها لهما بامرأة قبيحة :
في رأسها صلع كرأس محرم ... وطويلة الرجلين كالعقاد

وفي الزمن الأموي كان الفرزدق وجرير والأخطل والبعيث أيضا وما لهم من جولات وصولات في حلبة الهجاء حتى عد النقاد الهجاء بسببهم مدرسة شعرية لها أصولها التي تتعلم وكانت هذه المباريات الهجائية منطلقا لحكم النقاد بأنها كانت السبب في إثراء اللغة من خلال التنافس الذي دار بين هؤلاء الشعراء الأفذاذ ...
وصدقوني إن قلت أن الهجاء هو أبرع القوالب الشعرية التي تساعد الشاعر على عمليات الاختلاق الأدبي ففي لحظة الغضب تخرج القريحة بعيدا عن قيد التروي والتعقل وقياس الأمور فتبدع أروع الصور الفطرية التي لا يشوهها تملق العقل وتدبر الفكر
ومعظمنا كشعراء إن لم يكن كلنا قد مررنا على الهجاء في لحظات الغضب وأذكر أن ناقدا استفزني ذات يوم إذ أنكر شاعريتي ولم أجد مجالا للتجادل معه فأطلقت عليه قصيدة هجائية كان مما قلته فيها :
تنبه حين تستل الحساما ... وحاذر حين تعتصر اللجاما
فنصل السيف لا يعطى لجرو ... وظهر الخيل يغتال النياما
فكم ذبحت بلا وعي خراف ... بوهم أنما القصاب ناما
فإن ما قد حفظت سطور سفر ... فلا تغتر إن تحفظ نظاما
فلهو القرد تقليد السجايا ... ولغو الطفل يجتر الكلاما
فمن بين الكلاب وجدت صنفا ... إذا أحرقت أليته استناما
ومن بين الورى ألفيت رهطا ... إذا ديست شواربه استقاما

وغاية الأمر بعيدا عن السرد الممل , فقد أردت بتلك المقدمة محاولة إثبات الغضب الشعري الممثل في الهجاء كحق أصيل للشاعر فمن غير المعقول أن نطلب من الشاعر ألا يغضب ومن ثم نلومه على إنتاج الهجاء كمنتج شعري ...
ولكن الشعر العربي عبر أعصاره السالفة خص الرجال من الشعراء بإطلاق الغضب الشعري في صورة هجاء , وأندر الندرة عبر تاريخ الشعر العربي أن نجد شواعر يمتطين سلم الهجاء الشعري , وربما كان للشواعر العربيات هجائيات ولكنهن أخيفنها رغبة في عدم الاتصاف بالشراسة أو ربما لأسباب أخرى ...
فكان من المدهش حقا أن أجد هنا في القناديل شاعرة تمتطي صهوة الحرف الغاضب وتطلق هجاءً شعريا والأشد غرابة أن هذا الهجاء كان موجها لرجل وليس امرأة وهذا إن دل فإنما يدل على ثقتها الشديدة في القبض على آلتها الشعرية وتوجيهها توجيها سليما لأن الانفلات قد يسبب لها حرجا أخلاقيا ... ولكنها بمنتهى المهارة أدارت العجلة بحكمة بالغة ولم تتفلت منها الجمل الغاضبة
ومن سمات الهجاء الجيد :
1 –
الفخر الشديد بالنفس كمحاولة لتثبيط عزيمة الخصم وكسر معنوياته
2 –
تسفيه الخصم ومحاولة التقليل من شأنه لتهيئته نفسيا لتقبل الهزيمة
3-
التظرف والتفكه والسخرية والشماتة من مواقف الخصم
4-
المهارة العقلية والقدرة على فلسفة الأمور وتدوير الحقائق وقلبها لتشويه صورة الخصم وإقناع المتلقي أن المهجو يستحق ما يصب على رأسه من ألوان العذاب
وقد كان هذا كله متوافرا في قصيدة ( إلى رجل هجاني ) للشاعر ميمونة اليونس ... وحقيقة حين وقفت على قصيدتها بالقراءة كنت بين الدهشة الشديدة والضحك المسموع والشفقة على ذلك الخصم الذي وقع بين براثنها فحققت عليه كل عناصر القصيدة الهجائية ...
وكانت دهشتي أن وجدت الهجاء نابعا من شاعرة وضحكي المسموع لخفة ظلها الشديدة في محاولة تقزيم ذلك الخصم وتدوير الحقائق للنيل منه والشفقة كانت على ذلك الذي وقع بين براثنها لا يستطيع فكاكا فقد تصورته يقرأ القصيدة وارتسمت هيئته أمام مخيلتي في تلك اللحظة , إنها أتعس اللحظات ربما التي يمكن أن يمر بها رجل
ومع ذلك كله كنت مستمتعا كل الاستمتاع ليس شماتة في المهجو فأنا لا أعرفه ولكن دهشة من تلك الطلقات الشعرية المدوية المتلاحقة التي تطلقها الشاعرة مع بداية كل بيت في القصيدة ...
بحـق الله لا تقـرب جنانـي
ولا تُغضب حروفي أو بيانـي

قدرة فلسفية رائعة حيث استهلت القصيدة بأسلوب التماسي ممثلا في القسم الذي بدأت به القصيدة ( بحق الله ) ثم النهي في قولها ( لا تقرب ) الذي يسقط على المتلقي مسقط الاستعطاف وكأنها هي التي تستعطفه ألا يستفز طاقتها الغاضبة فهي أدرى بها من ثم ( لا تُغْضِبْ ) جاء النهي محذرا لا مستعطفا هذه المرة لتثبت تنامي حاسة الغضب فلم تأت تلك الحالة مفاجئة بل تصاعدت تدريجية ومن ثم فقد استحق المهجو ما سيصب عليه ... وفي النهاية بمنتهى البراعة الفلسفية نسبت الغضب إلى حروفها وبيانها وكأن لسان حالها يقول : أنا لا أحب الهجاء ولكن حروفي وشعري قد استفزا ولم أستطع السيطرة عليهما ومن ثم فلا لوم عليّ فانا بريئة مما سأقول إنه نابع من انفلات القريحة الشعرية نتيجة لما تعرضت له من استفزاز المهجو ... وهذه مقدرة عالية في الولوج إلى التعبير عن تلك الغضبة الشعرية بعد أن مهدت للمتلقي التماس العذر لها ... لذلك حتى في واقع الأمر جاءت ردود كل من قرأ القصيدة متفاعلا معها لا عليها
فما كنتَ الذي يجتـاز سـوري
ولا كنت الذي ضاهى كمانـي

محاولة لتسفيه المهجو والتقليل من شأنه كوسيلة من وسائل الحرب النفسية في الهجاء وهي زعزعة ثقة الخصم في نفسه ولتأكيد تلك الزعزعة النفسية لدى الخصم جاءت أفعالها على أغلبها ماضية ( كنتَ – ضاهى ) حتى المضارع ( يجتاز ) جاء لخدمة الحدث في الماضي مع الحفاظ على استمرارية الحدث في ذلك الزمن ... فأنت قد حاولت كثيرا في الماضي محاولات مستمرة لاجتياز سوري ولم تفلح ومن ثم فالأمر محسوم عليك فتقبل الهزيمة وللتجاوب مع تلك الاستمرارية في الفشل وعدم القدرة على مجاراتها جاء مَبْنَى الفعل ( ضاهى ) بإثبات ألف المفاعلة التي تدل على الاستمرار والمداومة فإن قلنا ( قتل ) فالحدث سريع الوقوع وإن قلنا ( قاتل ) ألف المفاعلة دفعت الحدث إلى الاستمرار والمداومة وإن كانت في الماضي
إذا سطرت حرفاً فـي كتـابٍ
تنامى الحرف مثـل البيلسـان
وأهدى للدنـا عطـرا ومجـدا
و أوردك الهلاك ومن غزانـي

والهجاء كما قلت لا يخلو من الفخر بالنفس وخفة الظل التي تخرج في قوالب تهكم وسخرية على المهجو فمنتهى الفخر أن حرفا واحدا من أقل الحروف التي أصوغها قد يتحول إلى بيلسان ذلك الشجر الذي له زهر كهيئة العناقيد التي يستخرج منه العطر ولكن هذا العطر لكل الخلق إلا أنت ومن يحاول غزوي فعلى الرغم من نعومتي الأنثوية إلا أنني أملك خشونة على من يحاول التعدي علي تورده موارد الهلكة ... ولننظر إلى تنكير لفظة ( حرفا ) مع تنكير كلمة ( كتاب ) بعدها فالنكرة الأولى للتقليل والثانية للتعميم فالتنكير لتقليل شأن الحرف لبيان أن أقل حرف قادر على الإنتاج الهائل والتنكير الثاني في كلمة ( كتاب ) أفاد التعميم كما قلت ففي أي موضع أنا قادرة على التنافس والإنتاج الشعري بحلوه ومره
أراك اليـوم مقتـولا بهمسـي
وأخشى من حريق في المكـان

هنا ضحكت حتى بان صوتي فمنتهى السخرية من ذلك الخصم أن مجرد ( همسي ) يقتلك فما بالك من صوتي الجهوري الحقيقي .. ونحن في عاميتنا حين نشتد في تحقير إنسان ونبالغ في بيان تفاهة أمره نقول له ( يا بني لو نفخنا فيك لأطرناك ) وكأنها تقول له إن همسي قادر على تحقيق الموت المحقق لك ... فأنت أقل من أن أتعب نفسي لإخراج مكامن طاقتي الشعرية الحقيقية بل إن هذا الهمس كافٍ تماما ولن يقتلك فحسب بل سيحرق كل المكان الذي تتواجد فيه وتلك هي خفة الظل في الهجاء الشعري
ألا مهلا رفيق الحـرف مهـلا
ورفقـا بالقواريـر الغـوانـي

عودة إلى التفلسف مرة أخرى وإلقاء اللوم على المجني عليه وتدوير الحقائق لإثبات أنه هو الجاني فهي ( قارورة ) أوصى بها النبي – ص – ومن ثم كان من الواجب عليه أن يكون رفيقا بها فجعلته قصابا وهو المذبوح نحره ... بل إن خبرتها المعرفية الدينية جعلتها تضعه موضع المخالف للشرع , ألم يقل النبي – ص – ( رفقا بالقوارير ) وأنت لم ترفق بها فقد خالفت أمر النبي , منتهى البراعة في قلب الحقائق وهذه من أخص دقائق القصيدة الهجائية
وصـل الآن للرحمـن عـذرا
وقل عفواً علـى فكـر ٍأتانـي

منتهى الذكاء في مَنْطَقَة الحكم فالبيت السابق فيه حكم شرعي ووهذا البيت يتلوه فمن المقدمة استخلصت النتيجة ... فما حكم من خالف شرعا ؟ عليه طلب المغفرة حتى يتوب الله عليه وكأنها قد جعلت من الخطأ في حقها خروجا عن الأمر الشرعي ومن ثم فإن من يخطئ في حقها فعليه أن يطلب المغفرة من الله لأنها حد من حدود الله وحرمة من محارمه ... وجاء الأمر منطقيا تماما لا يقبل المعارضة حيث جعلت من قضيتها مع هذا الخصم قضية شرعية يتعاطف المتلقي معها فيها
أراك بحثت عن رمش كحيـل
وغنيت اللحون لغصـن بـانِ
وفي فخ الرموش هويتَ فـرداً
وما كنت الجديـر بالامْتحـانِ

كدت أموت ضحكا انفعالا لهذين البيتين ففيهما تنامٍ كوميدي حركي في منتهى الروعة فهي لوحة سينمائية كوميدية فوق العادة ومنتهى السخرية من الخصم تلميذ غبي ذهب إلى المدرسة وأضاع وقته في المذاكرة ومحاولة إثبات الذات ويوم الامتحان كان محكوما عليه بالفشل مسبقا وهو لا يدري أن قدراته لن تمكنه من بلوغ الامتحان فكانت صدمته ( ما أقساك يا ميمونة وما أروع شعرك )
نصحتك فاستمع للنصحِ ، إنـي
أنا الخنساءُ في هـذا الزمـانِ
و لستَ بناظـريَّ أبـا فـراسٍ
و لا العبسيَّ يمتشـق المعانـي

لقد فعلت فعلة المتنبي في هوايته التي كان يمارسها حيث الجمع بين المتناقضات في الشعر فمن منتهى الفخر لمنتهى التضرع لمنتهى التهكم لمنتهى النصح - أقصد المتنبي فيما سبق – أما ميمونة اليونس فقد حذت حذو المتنبي في الجمع بين المشاعر المتناقضة فمن نصح ورزانة ووداعة الناصح ( نصحتك فاستمع للنصح ) إلى فخر وثورة وانفعال متفجر ( أنا الخنساء في هذا الزمان ) إلى منتهى التهكم والسخرية والتقليل من شأن المهجو ممزوجا بخفة الظل الشاعرية (و لستَ بناظـريَّ أبـا فـراسٍ ... و لا العبسيَّ يمتشـق المعانـي ) ففي البيت الأخير أتت عليه بالضربة القاضية فإن كنت تسعى إلى أن تلفت نظري فلا يلفت نظري سوى هؤلاء وأنت لست منهم إنها اللكمة الأخيرة التي أنهت المبارة الشعرية لصالح ( ميمونة اليونس )
يا لها من شاعرة تستحق أن تعلو منصة التتويج الشعري فقد طبقت مبادئ قصيدة الهجاء بكل حرفية ومهارة
عبد الله جمعة
الإسكندرية في
الأحد 26-7-2010
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القرنفال الأحمر
الادارة العامة
الادارة العامة
القرنفال الأحمر


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 11342
نقآطيَ » : 102725
تآريخ التسجيــل : 06/05/2008

ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة   ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Icon_minitimeالإثنين يوليو 26, 2010 12:31 pm

أضع هذه الدراسة النقدية بين أيديكم
لما احتوت من فائدة
لكل المهتمين بجوانب الدب وخاصة الشعر منه
أرجو أن ترقى لمستوى ذائقتكم
مع احترامي وشكري للأستاذ عبد الله جمعة
على هذه النظرة التحليلية للقصيدة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الجرناس
كبآر الشخصيآت
كبآر الشخصيآت
الجرناس


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 456
نقآطيَ » : 78729
تآريخ التسجيــل : 23/02/2010

ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة   ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Icon_minitimeالإثنين يوليو 26, 2010 4:27 pm




بداية ً أشكر الأخ الشاعر والناقد


الأستاذ عبدالله جمعه على طرح الموضوع بهذا الشكل التفصيلي الأكاديمي


لما تطلب منه من جهد مشكور عليه أتحفنا به ليطلع الجميع عليه ويكون مرجعاً للجميع


لأننا هنا بإذن الله أسره واحده نستفيد من بعضنا البعض


وأنا شخصياً ياليتني أجيد هذا النوع من الشعر لأبحر في أعماق بحوره وألملم من جواهره وأنضدها عقداً جميلاً


يكحل عين كل من يرنو إليه


وبرأي المتواضع أن الهجاء من أجمل أنواع الشعر وأبلغه واصعبه على صاحب الهجاء


السبب أن الشاعر يكون بفترة تأثر من أمر ما فيأتي الشعرصادقاًويعبر عن حاله نفسيه حقيقيه وهذا يعتبر أصدق أنواع الشعر


بلإضافه الى شعر الفخر الذي ياتي من أعماق الشاعر


وهذا وارد في الشعر النبطي كما هو وارد بالفصحى


وقد جاءت قصيدة الأخت أم ليث نتيجة تأثرها بشئ ما فجر هذه الطاقه الشعريه لديها فأنتجت قصيدتها


وما أجمل من هذا الشعر واصدقه وملامسته للواقع بكب تفاصيله


أرجو أن لا اكون قد أطلت عليكم كلامي وإذا لا ...عذراً منكم


لكم ودي


,,,
,,
,
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جلال فليحان
مشرف بوابة الرياضه & الاقسام الادبيه
مشرف بوابة الرياضه & الاقسام الادبيه
جلال فليحان


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 462
نقآطيَ » : 79303
تآريخ التسجيــل : 11/01/2010

ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة   ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Icon_minitimeالإثنين يوليو 26, 2010 4:42 pm

الشاعرة المتألقة ميمونة اليونس .........

نشكر الاستاذ عبدالله جمعة على هذا التحليل ...ولكن لو لم تستحق هذه القصيدة هذه الدراسة بل أكثر من ذلك

لما رأينا هذا التحليل الذي أعطانا أكثر من فائدة

نحن دائما ً لا نوفيك حقك أيتها الثائرة .......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القرنفال الأحمر
الادارة العامة
الادارة العامة
القرنفال الأحمر


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 11342
نقآطيَ » : 102725
تآريخ التسجيــل : 06/05/2008

ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة   ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Icon_minitimeالإثنين يوليو 26, 2010 5:52 pm

الجرناس كتب:



بداية ً أشكر الأخ الشاعر والناقد


الأستاذ عبدالله جمعه على طرح الموضوع بهذا الشكل التفصيلي الأكاديمي


لما تطلب منه من جهد مشكور عليه أتحفنا به ليطلع الجميع عليه ويكون مرجعاً للجميع


لأننا هنا بإذن الله أسره واحده نستفيد من بعضنا البعض


وأنا شخصياً ياليتني أجيد هذا النوع من الشعر لأبحر في أعماق بحوره وألملم من جواهره وأنضدها عقداً جميلاً


يكحل عين كل من يرنو إليه


وبرأي المتواضع أن الهجاء من أجمل أنواع الشعر وأبلغه واصعبه على صاحب الهجاء


السبب أن الشاعر يكون بفترة تأثر من أمر ما فيأتي الشعرصادقاًويعبر عن حاله نفسيه حقيقيه وهذا يعتبر أصدق أنواع الشعر


بلإضافه الى شعر الفخر الذي ياتي من أعماق الشاعر


وهذا وارد في الشعر النبطي كما هو وارد بالفصحى


وقد جاءت قصيدة الأخت أم ليث نتيجة تأثرها بشئ ما فجر هذه الطاقه الشعريه لديها فأنتجت قصيدتها


وما أجمل من هذا الشعر واصدقه وملامسته للواقع بكب تفاصيله


أرجو أن لا اكون قد أطلت عليكم كلامي وإذا لا ...عذراً منكم


لكم ودي


,,,
,,
,




الأخ الغالي الجرناس
أنا قصدت وضع الدراسة هنا
لآنها لا تشتمتل تحليلا للقصيدة فقط
بل مقدمتها الرائعة عن فنون الهجاء
جعلتني أنقلها للفائدة والمتعة
أشكر لك مرورك
وإطراؤك
تبقى دوما
السباق إلى كلماتي
مودتي واحترامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القرنفال الأحمر
الادارة العامة
الادارة العامة
القرنفال الأحمر


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 11342
نقآطيَ » : 102725
تآريخ التسجيــل : 06/05/2008

ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة   ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Icon_minitimeالإثنين يوليو 26, 2010 5:56 pm

جلال فليحان كتب:
الشاعرة المتألقة ميمونة اليونس .........

نشكر الاستاذ عبدالله جمعة على هذا التحليل ...ولكن لو لم تستحق هذه القصيدة هذه الدراسة بل أكثر من ذلك

لما رأينا هذا التحليل الذي أعطانا أكثر من فائدة

نحن دائما ً لا نوفيك حقك أيتها الثائرة .......


أيها الجلال

أين أنت
هل أنهيت امتحاناتك
لتنشغل بصاحبك أبو أسعد
ههه
أشكر لك مرورك الرقيق
وأرجو أن تكون الدراسة قد راقت لك
مودتي واحترامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فارس بلا جواد
الادارة العامة
الادارة العامة
فارس بلا جواد


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 9823
عمريَ » : 55
نقآطيَ » : 101170
تآريخ التسجيــل : 02/06/2008

ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة   ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 27, 2010 1:22 am

و هل لنا بعد حديث الرقي حديث


هنا تكتمل الصوره و يتضح المعنى من خلال ما قدم الاستاذ عبد الله جمعة


و يتضح ايضا مستوى حرفك الذي لا ينفك يأسر القلوب

دمت بخير دوما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://qisip.com/
عدنان جميل الصحناوي
عضو ماسي
عضو ماسي
عدنان جميل الصحناوي


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 2253
مكآنيَ » : سوريا / شهبــا / الجنينة
نقآطيَ » : 86381
تآريخ التسجيــل : 16/03/2009

ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة   ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Icon_minitimeالخميس يوليو 29, 2010 12:59 pm


ميمونة اليونس كتب:


الهجاء طاقة شعرية مشروعة ما لم تخرج عن إطار الفخر بالذات والتقليلمن شأن المهجو مع التزام الشاعر الهجَّاء البعد عن السب المباشر الصريح .. وهو غرضمن الأغراض الشعرية العربية الأصيلة نشأ مع نشأة الشعر لتفريغ شحنات الغضب التي تعدلونا من ألوان التموجات النفسية للشاعر وبما أن القالب الشعري هو المتنفس لطاقةالشاعر النفسية وبما أن الغضب انفعال إنساني وبما أن الشاعر إنسان , إذن فله الحقالأصيل في تفريغ تلك التموجات النفسية الغاضبة في صورة هجاء ..
حتى الآنفالهجاء ليس بأمر غير مألوف بل على العكس هو أمر مألوف تماما , وقد عرف الشعرالعربي عبر عصوره شعراء هجّائين من الطراز الأول ففي العصر الجاهلي كان طرفة بنالعبد أشد الشعراء هجاء على الرغم من ذيوعه بين الناس بدماثة الخلق والوفاء بالعهدحتى قيل عنه أنه شهيد الوفاء بالعهد ... وكان هجاؤه عَمْرَاً بن هند سببا في قتلهفقد أراد عمرو بن هند قتله هو وخاله ( المتلمس ) لهجائهما له هجاءً شديدا لا مجاللعرضه حيث خروجه الشديد عن الآداب العامة ومن أخفه قول ( طرفة ) في عمرو بن هند :
قولا لعمرو بن هند غير متئد ... يا أخنسالأنف والأضراس كالعدسملك النهار وأنت الليل - - - ... - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وكان المتنبي هجّاءً شديد الهجاء إلا أنه كانيضع هجاءه في قالب فلسفي لما له من قدرات خاصة نتجت عن اطلاعه على علوم الكلام ومنهقوله :
ومن جاهل بي وهو يجهل جهله ... ويجهل علمي أنه بيجاهل
وكلنا بالقطع يعلم أن قتله كان بسبب الهجاء ...
وأميرالشعراء أحمد شوقي كان هجّاءً سليط الهجاء فإذا سلط هجاءه على أحد كأنه أشعل فيهحريقا ومنه هجاءه ( أحمد محرم ) و ( العقاد ) حين قال فيهما مشبها لهما بامرأةقبيحة :
في رأسها صلع كرأس محرم ... وطويلة الرجلينكالعقاد
وفي الزمن الأموي كان الفرزدق وجرير والأخطل والبعيث أيضاوما لهم من جولات وصولات في حلبة الهجاء حتى عد النقاد الهجاء بسببهم مدرسة شعريةلها أصولها التي تتعلم وكانت هذه المباريات الهجائية منطلقا لحكم النقاد بأنها كانتالسبب في إثراء اللغة من خلال التنافس الذي دار بين هؤلاء الشعراء الأفذاذ ...
وصدقوني إن قلت أن الهجاء هو أبرع القوالب الشعرية التي تساعد الشاعر علىعمليات الاختلاق الأدبي ففي لحظة الغضب تخرج القريحة بعيدا عن قيد التروي والتعقلوقياس الأمور فتبدع أروع الصور الفطرية التي لا يشوهها تملق العقل وتدبر الفكرومعظمنا كشعراء إن لم يكن كلنا قد مررنا على الهجاء في لحظات الغضب وأذكر أنناقدا استفزني ذات يوم إذ أنكر شاعريتي ولم أجد مجالا للتجادل معه فأطلقت عليهقصيدة هجائية كان مما قلته فيها :
تنبه حين تستل الحساما ... وحاذر حين تعتصراللجامافنصل السيف لا يعطى لجرو ... وظهر الخيل يغتال النيامافكم ذبحتبلا وعي خراف ... بوهم أنما القصاب نامافإن ما قد حفظت سطور سفر ... فلا تغترإن تحفظ نظامافلهو القرد تقليد السجايا ... ولغو الطفل يجتر الكلامافمنبين الكلاب وجدت صنفا ... إذا أحرقت أليته استناماومن بين الورى ألفيت رهطا ... إذا ديست شواربه استقاما
وغاية الأمر بعيدا عن السرد الممل , فقد أردت بتلك المقدمة محاولة إثبات الغضب الشعري الممثل في الهجاء كحق أصيل للشاعرفمن غير المعقول أن نطلب من الشاعر ألا يغضب ومن ثم نلومه على إنتاج الهجاء كمنتجشعري ...
ولكن الشعر العربي عبر أعصاره السالفة خص الرجال من الشعراء بإطلاقالغضب الشعري في صورة هجاء , وأندر الندرة عبر تاريخ الشعر العربي أن نجد شواعريمتطين سلم الهجاء الشعري , وربما كان للشواعر العربيات هجائيات ولكنهن أخيفنهارغبة في عدم الاتصاف بالشراسة أو ربما لأسباب أخرى ...
فكان من المدهش حقا أنأجد هنا في القناديل شاعرة تمتطي صهوة الحرف الغاضب وتطلق هجاءً شعريا والأشد غرابةأن هذا الهجاء كان موجها لرجل وليس امرأة وهذا إن دل فإنما يدل على ثقتها الشديدةفي القبض على آلتها الشعرية وتوجيهها توجيها سليما لأن الانفلات قد يسبب لها حرجاأخلاقيا ... ولكنها بمنتهى المهارة أدارت العجلة بحكمة بالغة ولم تتفلت منها الجملالغاضبةومن سمات الهجاء الجيد :
1 –
الفخر الشديد بالنفس كمحاولة لتثبيطعزيمة الخصم وكسر معنوياته
2 –
تسفيه الخصم ومحاولة التقليل من شأنه لتهيئتهنفسيا لتقبل الهزيمة
3-
التظرف والتفكه والسخرية والشماتة من مواقف الخصم
4-
المهارة العقلية والقدرة على فلسفة الأمور وتدوير الحقائق وقلبها لتشويهصورة الخصم وإقناع المتلقي أن المهجو يستحق ما يصب على رأسه من ألوان العذابوقد كان هذا كله متوافرا في قصيدة ( إلى رجل هجاني ) للشاعر ميمونة اليونس ... وحقيقة حين وقفت على قصيدتها بالقراءة كنت بين الدهشة الشديدة والضحك المسموعوالشفقة على ذلك الخصم الذي وقع بين براثنها فحققت عليه كل عناصر القصيدة الهجائية ...
وكانت دهشتي أن وجدت الهجاء نابعا من شاعرة وضحكي المسموع لخفة ظلهاالشديدة في محاولة تقزيم ذلك الخصم وتدوير الحقائق للنيل منه والشفقة كانت على ذلكالذي وقع بين براثنها لا يستطيع فكاكا فقد تصورته يقرأ القصيدة وارتسمت هيئته أماممخيلتي في تلك اللحظة , إنها أتعس اللحظات ربما التي يمكن أن يمر بها رجلومعذلك كله كنت مستمتعا كل الاستمتاع ليس شماتة في المهجو فأنا لا أعرفه ولكن دهشة منتلك الطلقات الشعرية المدوية المتلاحقة التي تطلقها الشاعرة مع بداية كل بيت فيالقصيدة ...
بحـق الله لا تقـرب جنانـيولا تُغضب حروفي أوبيانـي
قدرة فلسفية رائعة حيث استهلت القصيدة بأسلوب التماسي ممثلافي القسم الذي بدأت به القصيدة ( بحق الله ) ثم النهي في قولها ( لا تقرب ) الذييسقط على المتلقي مسقط الاستعطاف وكأنها هي التي تستعطفه ألا يستفز طاقتها الغاضبةفهي أدرى بها من ثم ( لا تُغْضِبْ ) جاء النهي محذرا لا مستعطفا هذه المرة لتثبتتنامي حاسة الغضب فلم تأت تلك الحالة مفاجئة بل تصاعدت تدريجية ومن ثم فقد استحقالمهجو ما سيصب عليه ... وفي النهاية بمنتهى البراعة الفلسفية نسبت الغضب إلىحروفها وبيانها وكأن لسان حالها يقول : أنا لا أحب الهجاء ولكن حروفي وشعري قداستفزا ولم أستطع السيطرة عليهما ومن ثم فلا لوم عليّ فانا بريئة مما سأقول إنهنابع من انفلات القريحة الشعرية نتيجة لما تعرضت له من استفزاز المهجو ... وهذهمقدرة عالية في الولوج إلى التعبير عن تلك الغضبة الشعرية بعد أن مهدت للمتلقيالتماس العذر لها ... لذلك حتى في واقع الأمر جاءت ردود كل من قرأ القصيدة متفاعلامعها لا عليها
فما كنتَ الذي يجتـاز سـوريولا كنت الذي ضاهىكمانـي
محاولة لتسفيه المهجو والتقليل من شأنه كوسيلة من وسائلالحرب النفسية في الهجاء وهي زعزعة ثقة الخصم في نفسه ولتأكيد تلك الزعزعة النفسيةلدى الخصم جاءت أفعالها على أغلبها ماضية ( كنتَ – ضاهى ) حتى المضارع ( يجتاز ) جاء لخدمة الحدث في الماضي مع الحفاظ على استمرارية الحدث في ذلك الزمن ... فأنت قدحاولت كثيرا في الماضي محاولات مستمرة لاجتياز سوري ولم تفلح ومن ثم فالأمر محسومعليك فتقبل الهزيمة وللتجاوب مع تلك الاستمرارية في الفشل وعدم القدرة على مجاراتهاجاء مَبْنَى الفعل ( ضاهى ) بإثبات ألف المفاعلة التي تدل على الاستمرار والمداومةفإن قلنا ( قتل ) فالحدث سريع الوقوع وإن قلنا ( قاتل ) ألف المفاعلة دفعت الحدثإلى الاستمرار والمداومة وإن كانت في الماضي
إذا سطرت حرفاً فـي كتـابٍتنامى الحرف مثـلالبيلسـانوأهدى للدنـا عطـرا ومجـداو أوردك الهلاك ومنغزانـي
والهجاء كما قلت لا يخلو من الفخر بالنفس وخفة الظل التيتخرج في قوالب تهكم وسخرية على المهجو فمنتهى الفخر أن حرفا واحدا من أقل الحروفالتي أصوغها قد يتحول إلى بيلسان ذلك الشجر الذي له زهر كهيئة العناقيد التي يستخرجمنه العطر ولكن هذا العطر لكل الخلق إلا أنت ومن يحاول غزوي فعلى الرغم من نعومتيالأنثوية إلا أنني أملك خشونة على من يحاول التعدي علي تورده موارد الهلكة ... ولننظر إلى تنكير لفظة ( حرفا ) مع تنكير كلمة ( كتاب ) بعدها فالنكرة الأولىللتقليل والثانية للتعميم فالتنكير لتقليل شأن الحرف لبيان أن أقل حرف قادر علىالإنتاج الهائل والتنكير الثاني في كلمة ( كتاب ) أفاد التعميم كما قلت ففي أي موضعأنا قادرة على التنافس والإنتاج الشعري بحلوه ومره
أراك اليـوم مقتـولا بهمسـيوأخشى من حريق فيالمكـان
هنا ضحكت حتى بان صوتي فمنتهى السخرية من ذلك الخصم أنمجرد ( همسي ) يقتلك فما بالك من صوتي الجهوري الحقيقي .. ونحن في عاميتنا حين نشتدفي تحقير إنسان ونبالغ في بيان تفاهة أمره نقول له ( يا بني لو نفخنا فيك لأطرناك ) وكأنها تقول له إن همسي قادر على تحقيق الموت المحقق لك ... فأنت أقل من أن أتعبنفسي لإخراج مكامن طاقتي الشعرية الحقيقية بل إن هذا الهمس كافٍ تماما ولن يقتلكفحسب بل سيحرق كل المكان الذي تتواجد فيه وتلك هي خفة الظل في الهجاء الشعري
ألا مهلا رفيق الحـرف مهـلاورفقـا بالقواريـرالغـوانـي
عودة إلى التفلسف مرة أخرى وإلقاء اللوم على المجني عليهوتدوير الحقائق لإثبات أنه هو الجاني فهي ( قارورة ) أوصى بها النبي – ص – ومن ثمكان من الواجب عليه أن يكون رفيقا بها فجعلته قصابا وهو المذبوح نحره ... بل إنخبرتها المعرفية الدينية جعلتها تضعه موضع المخالف للشرع , ألم يقل النبي – ص – ( رفقا بالقوارير ) وأنت لم ترفق بها فقد خالفت أمر النبي , منتهى البراعة في قلبالحقائق وهذه من أخص دقائق القصيدة الهجائية
وصـل الآن للرحمـن عـذراوقل عفواً علـى فكـرٍأتانـي
منتهى الذكاء في مَنْطَقَة الحكم فالبيت السابق فيه حكمشرعي ووهذا البيت يتلوه فمن المقدمة استخلصت النتيجة ... فما حكم من خالف شرعا ؟عليه طلب المغفرة حتى يتوب الله عليه وكأنها قد جعلت من الخطأ في حقها خروجا عنالأمر الشرعي ومن ثم فإن من يخطئ في حقها فعليه أن يطلب المغفرة من الله لأنها حدمن حدود الله وحرمة من محارمه ... وجاء الأمر منطقيا تماما لا يقبل المعارضة حيثجعلت من قضيتها مع هذا الخصم قضية شرعية يتعاطف المتلقي معها فيها
أراك بحثت عن رمش كحيـلوغنيت اللحون لغصـن بـانِوفي فخالرموش هويتَ فـرداًوما كنت الجديـر بالامْتحـانِ
كدت أموتضحكا انفعالا لهذين البيتين ففيهما تنامٍ كوميدي حركي في منتهى الروعة فهي لوحةسينمائية كوميدية فوق العادة ومنتهى السخرية من الخصم تلميذ غبي ذهب إلى المدرسةوأضاع وقته في المذاكرة ومحاولة إثبات الذات ويوم الامتحان كان محكوما عليه بالفشلمسبقا وهو لا يدري أن قدراته لن تمكنه من بلوغ الامتحان فكانت صدمته ( ما أقساك ياميمونة وما أروع شعرك )
نصحتك فاستمع للنصحِ ، إنـيأنا الخنساءُ في هـذاالزمـانِو لستَ بناظـريَّ أبـا فـراسٍو لا العبسيَّ يمتشـقالمعانـي
لقد فعلت فعلة المتنبي في هوايته التي كان يمارسها حيثالجمع بين المتناقضات في الشعر فمن منتهى الفخر لمنتهى التضرع لمنتهى التهكم لمنتهىالنصح - أقصد المتنبي فيما سبق – أما ميمونة اليونس فقد حذت حذو المتنبي في الجمعبين المشاعر المتناقضة فمن نصح ورزانة ووداعة الناصح ( نصحتك فاستمع للنصح ) إلىفخر وثورة وانفعال متفجر ( أنا الخنساء في هذا الزمان ) إلى منتهى التهكم والسخريةوالتقليل من شأن المهجو ممزوجا بخفة الظل الشاعرية (و لستَ بناظـريَّ أبـا فـراسٍ ... و لا العبسيَّ يمتشـق المعانـي ) ففي البيت الأخير أتت عليه بالضربة القاضيةفإن كنت تسعى إلى أن تلفت نظري فلا يلفت نظري سوى هؤلاء وأنت لست منهم إنها اللكمةالأخيرة التي أنهت المبارة الشعرية لصالح ( ميمونة اليونس )
يا لها من شاعرةتستحق أن تعلو منصة التتويج الشعري فقد طبقت مبادئ قصيدة الهجاء بكل حرفية ومهارة
عبد الله جمعةالإسكندرية فيالأحد 26-7-2010



==============

وكتبت الأخت ميمونة اليونس

أضع هذه الدراسة النقدية بين أيديكم
لما احتوت من فائدة
لكل المهتمين بجوانب الادب وخاصة الشعر منه
أرجو أن ترقى لمستوى ذائقتكم
مع احترامي وشكري للأستاذ عبد الله جمعة
على هذه النظرة التحليلية للقصيدة


ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Signat10



================

الأخت الفاضلة والأديبه الشاعره ميمونة اليونس المحترمه

بداية ذو بدأ

احييكم وأحيي الشاعر والناقد الأستاذ عبدالله جمعة

حاولت ان اقتبس فقرة لكن وجدت من التقدير أن اقتبس كل ماتفضل به

استاذنا الكبير من دراسة شاملة وعميقة وكل حرف فيه منارة وضوء يلامس عالي النجوم

قيل :

{ مابعد المفيد من مــزيد }

وكنت ِ أختي ميمونة رائعة في كلماتك وكنت ارى فيها الخنساء

وخولة بنت الازور وبستان شلغين

وكل أخواتنا وأمهاتنا في جبلنا الشامخ

وأخواتنا المناضلات في جولاننا الحبيب
[center]وكافة المناضلات على امداد مساحات وطننا العربي

لك ِ كل التقدير والاحترام وجل العرفان والجميل

للاستاذ

الشاعر والاديب الناقد عبدالله جمعة

ولافض فوك ِ وخاب من يهجوك ِ


*** تقبلوا وافر تحياتي ***
-------------------------------------------------------------------
لولا نهايــــــــــــــــــــــــة الأشياء === ما كانت البدايــــــــــــــــــــــة
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://telestwhy_1957@hotmail.com
القرنفال الأحمر
الادارة العامة
الادارة العامة
القرنفال الأحمر


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 11342
نقآطيَ » : 102725
تآريخ التسجيــل : 06/05/2008

ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة   ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Icon_minitimeالخميس يوليو 29, 2010 1:14 pm

فارس بلا جواد كتب:
و هل لنا بعد حديث الرقي حديث


هنا تكتمل الصوره و يتضح المعنى من خلال ما قدم الاستاذ عبد الله جمعة


و يتضح ايضا مستوى حرفك الذي لا ينفك يأسر القلوب

دمت بخير دوما




أيها الفارس

الفضل لكم في توجيه دفة حروفي نحو الشط الآمن
أشكرك واشكر الأستاذ عبد الله جمعة
وكل المهتمين
مع المودة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القرنفال الأحمر
الادارة العامة
الادارة العامة
القرنفال الأحمر


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 11342
نقآطيَ » : 102725
تآريخ التسجيــل : 06/05/2008

ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة   ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Icon_minitimeالخميس يوليو 29, 2010 1:38 pm

عدنان جميل الصحناوي كتب:

ميمونة اليونس كتب:


الهجاء طاقة شعرية مشروعة ما لم تخرج عن إطار الفخر بالذات والتقليلمن شأن المهجو مع التزام الشاعر الهجَّاء البعد عن السب المباشر الصريح .. وهو غرضمن الأغراض الشعرية العربية الأصيلة نشأ مع نشأة الشعر لتفريغ شحنات الغضب التي تعدلونا من ألوان التموجات النفسية للشاعر وبما أن القالب الشعري هو المتنفس لطاقةالشاعر النفسية وبما أن الغضب انفعال إنساني وبما أن الشاعر إنسان , إذن فله الحقالأصيل في تفريغ تلك التموجات النفسية الغاضبة في صورة هجاء ..
حتى الآنفالهجاء ليس بأمر غير مألوف بل على العكس هو أمر مألوف تماما , وقد عرف الشعرالعربي عبر عصوره شعراء هجّائين من الطراز الأول ففي العصر الجاهلي كان طرفة بنالعبد أشد الشعراء هجاء على الرغم من ذيوعه بين الناس بدماثة الخلق والوفاء بالعهدحتى قيل عنه أنه شهيد الوفاء بالعهد ... وكان هجاؤه عَمْرَاً بن هند سببا في قتلهفقد أراد عمرو بن هند قتله هو وخاله ( المتلمس ) لهجائهما له هجاءً شديدا لا مجاللعرضه حيث خروجه الشديد عن الآداب العامة ومن أخفه قول ( طرفة ) في عمرو بن هند :
قولا لعمرو بن هند غير متئد ... يا أخنسالأنف والأضراس كالعدسملك النهار وأنت الليل - - - ... - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وكان المتنبي هجّاءً شديد الهجاء إلا أنه كانيضع هجاءه في قالب فلسفي لما له من قدرات خاصة نتجت عن اطلاعه على علوم الكلام ومنهقوله :
ومن جاهل بي وهو يجهل جهله ... ويجهل علمي أنه بيجاهل
وكلنا بالقطع يعلم أن قتله كان بسبب الهجاء ...
وأميرالشعراء أحمد شوقي كان هجّاءً سليط الهجاء فإذا سلط هجاءه على أحد كأنه أشعل فيهحريقا ومنه هجاءه ( أحمد محرم ) و ( العقاد ) حين قال فيهما مشبها لهما بامرأةقبيحة :
في رأسها صلع كرأس محرم ... وطويلة الرجلينكالعقاد
وفي الزمن الأموي كان الفرزدق وجرير والأخطل والبعيث أيضاوما لهم من جولات وصولات في حلبة الهجاء حتى عد النقاد الهجاء بسببهم مدرسة شعريةلها أصولها التي تتعلم وكانت هذه المباريات الهجائية منطلقا لحكم النقاد بأنها كانتالسبب في إثراء اللغة من خلال التنافس الذي دار بين هؤلاء الشعراء الأفذاذ ...
وصدقوني إن قلت أن الهجاء هو أبرع القوالب الشعرية التي تساعد الشاعر علىعمليات الاختلاق الأدبي ففي لحظة الغضب تخرج القريحة بعيدا عن قيد التروي والتعقلوقياس الأمور فتبدع أروع الصور الفطرية التي لا يشوهها تملق العقل وتدبر الفكرومعظمنا كشعراء إن لم يكن كلنا قد مررنا على الهجاء في لحظات الغضب وأذكر أنناقدا استفزني ذات يوم إذ أنكر شاعريتي ولم أجد مجالا للتجادل معه فأطلقت عليهقصيدة هجائية كان مما قلته فيها :
تنبه حين تستل الحساما ... وحاذر حين تعتصراللجامافنصل السيف لا يعطى لجرو ... وظهر الخيل يغتال النيامافكم ذبحتبلا وعي خراف ... بوهم أنما القصاب نامافإن ما قد حفظت سطور سفر ... فلا تغترإن تحفظ نظامافلهو القرد تقليد السجايا ... ولغو الطفل يجتر الكلامافمنبين الكلاب وجدت صنفا ... إذا أحرقت أليته استناماومن بين الورى ألفيت رهطا ... إذا ديست شواربه استقاما
وغاية الأمر بعيدا عن السرد الممل , فقد أردت بتلك المقدمة محاولة إثبات الغضب الشعري الممثل في الهجاء كحق أصيل للشاعرفمن غير المعقول أن نطلب من الشاعر ألا يغضب ومن ثم نلومه على إنتاج الهجاء كمنتجشعري ...
ولكن الشعر العربي عبر أعصاره السالفة خص الرجال من الشعراء بإطلاقالغضب الشعري في صورة هجاء , وأندر الندرة عبر تاريخ الشعر العربي أن نجد شواعريمتطين سلم الهجاء الشعري , وربما كان للشواعر العربيات هجائيات ولكنهن أخيفنهارغبة في عدم الاتصاف بالشراسة أو ربما لأسباب أخرى ...
فكان من المدهش حقا أنأجد هنا في القناديل شاعرة تمتطي صهوة الحرف الغاضب وتطلق هجاءً شعريا والأشد غرابةأن هذا الهجاء كان موجها لرجل وليس امرأة وهذا إن دل فإنما يدل على ثقتها الشديدةفي القبض على آلتها الشعرية وتوجيهها توجيها سليما لأن الانفلات قد يسبب لها حرجاأخلاقيا ... ولكنها بمنتهى المهارة أدارت العجلة بحكمة بالغة ولم تتفلت منها الجملالغاضبةومن سمات الهجاء الجيد :
1 –
الفخر الشديد بالنفس كمحاولة لتثبيطعزيمة الخصم وكسر معنوياته
2 –
تسفيه الخصم ومحاولة التقليل من شأنه لتهيئتهنفسيا لتقبل الهزيمة
3-
التظرف والتفكه والسخرية والشماتة من مواقف الخصم
4-
المهارة العقلية والقدرة على فلسفة الأمور وتدوير الحقائق وقلبها لتشويهصورة الخصم وإقناع المتلقي أن المهجو يستحق ما يصب على رأسه من ألوان العذابوقد كان هذا كله متوافرا في قصيدة ( إلى رجل هجاني ) للشاعر ميمونة اليونس ... وحقيقة حين وقفت على قصيدتها بالقراءة كنت بين الدهشة الشديدة والضحك المسموعوالشفقة على ذلك الخصم الذي وقع بين براثنها فحققت عليه كل عناصر القصيدة الهجائية ...
وكانت دهشتي أن وجدت الهجاء نابعا من شاعرة وضحكي المسموع لخفة ظلهاالشديدة في محاولة تقزيم ذلك الخصم وتدوير الحقائق للنيل منه والشفقة كانت على ذلكالذي وقع بين براثنها لا يستطيع فكاكا فقد تصورته يقرأ القصيدة وارتسمت هيئته أماممخيلتي في تلك اللحظة , إنها أتعس اللحظات ربما التي يمكن أن يمر بها رجلومعذلك كله كنت مستمتعا كل الاستمتاع ليس شماتة في المهجو فأنا لا أعرفه ولكن دهشة منتلك الطلقات الشعرية المدوية المتلاحقة التي تطلقها الشاعرة مع بداية كل بيت فيالقصيدة ...
بحـق الله لا تقـرب جنانـيولا تُغضب حروفي أوبيانـي
قدرة فلسفية رائعة حيث استهلت القصيدة بأسلوب التماسي ممثلافي القسم الذي بدأت به القصيدة ( بحق الله ) ثم النهي في قولها ( لا تقرب ) الذييسقط على المتلقي مسقط الاستعطاف وكأنها هي التي تستعطفه ألا يستفز طاقتها الغاضبةفهي أدرى بها من ثم ( لا تُغْضِبْ ) جاء النهي محذرا لا مستعطفا هذه المرة لتثبتتنامي حاسة الغضب فلم تأت تلك الحالة مفاجئة بل تصاعدت تدريجية ومن ثم فقد استحقالمهجو ما سيصب عليه ... وفي النهاية بمنتهى البراعة الفلسفية نسبت الغضب إلىحروفها وبيانها وكأن لسان حالها يقول : أنا لا أحب الهجاء ولكن حروفي وشعري قداستفزا ولم أستطع السيطرة عليهما ومن ثم فلا لوم عليّ فانا بريئة مما سأقول إنهنابع من انفلات القريحة الشعرية نتيجة لما تعرضت له من استفزاز المهجو ... وهذهمقدرة عالية في الولوج إلى التعبير عن تلك الغضبة الشعرية بعد أن مهدت للمتلقيالتماس العذر لها ... لذلك حتى في واقع الأمر جاءت ردود كل من قرأ القصيدة متفاعلامعها لا عليها
فما كنتَ الذي يجتـاز سـوريولا كنت الذي ضاهىكمانـي
محاولة لتسفيه المهجو والتقليل من شأنه كوسيلة من وسائلالحرب النفسية في الهجاء وهي زعزعة ثقة الخصم في نفسه ولتأكيد تلك الزعزعة النفسيةلدى الخصم جاءت أفعالها على أغلبها ماضية ( كنتَ – ضاهى ) حتى المضارع ( يجتاز ) جاء لخدمة الحدث في الماضي مع الحفاظ على استمرارية الحدث في ذلك الزمن ... فأنت قدحاولت كثيرا في الماضي محاولات مستمرة لاجتياز سوري ولم تفلح ومن ثم فالأمر محسومعليك فتقبل الهزيمة وللتجاوب مع تلك الاستمرارية في الفشل وعدم القدرة على مجاراتهاجاء مَبْنَى الفعل ( ضاهى ) بإثبات ألف المفاعلة التي تدل على الاستمرار والمداومةفإن قلنا ( قتل ) فالحدث سريع الوقوع وإن قلنا ( قاتل ) ألف المفاعلة دفعت الحدثإلى الاستمرار والمداومة وإن كانت في الماضي
إذا سطرت حرفاً فـي كتـابٍتنامى الحرف مثـلالبيلسـانوأهدى للدنـا عطـرا ومجـداو أوردك الهلاك ومنغزانـي
والهجاء كما قلت لا يخلو من الفخر بالنفس وخفة الظل التيتخرج في قوالب تهكم وسخرية على المهجو فمنتهى الفخر أن حرفا واحدا من أقل الحروفالتي أصوغها قد يتحول إلى بيلسان ذلك الشجر الذي له زهر كهيئة العناقيد التي يستخرجمنه العطر ولكن هذا العطر لكل الخلق إلا أنت ومن يحاول غزوي فعلى الرغم من نعومتيالأنثوية إلا أنني أملك خشونة على من يحاول التعدي علي تورده موارد الهلكة ... ولننظر إلى تنكير لفظة ( حرفا ) مع تنكير كلمة ( كتاب ) بعدها فالنكرة الأولىللتقليل والثانية للتعميم فالتنكير لتقليل شأن الحرف لبيان أن أقل حرف قادر علىالإنتاج الهائل والتنكير الثاني في كلمة ( كتاب ) أفاد التعميم كما قلت ففي أي موضعأنا قادرة على التنافس والإنتاج الشعري بحلوه ومره
أراك اليـوم مقتـولا بهمسـيوأخشى من حريق فيالمكـان
هنا ضحكت حتى بان صوتي فمنتهى السخرية من ذلك الخصم أنمجرد ( همسي ) يقتلك فما بالك من صوتي الجهوري الحقيقي .. ونحن في عاميتنا حين نشتدفي تحقير إنسان ونبالغ في بيان تفاهة أمره نقول له ( يا بني لو نفخنا فيك لأطرناك ) وكأنها تقول له إن همسي قادر على تحقيق الموت المحقق لك ... فأنت أقل من أن أتعبنفسي لإخراج مكامن طاقتي الشعرية الحقيقية بل إن هذا الهمس كافٍ تماما ولن يقتلكفحسب بل سيحرق كل المكان الذي تتواجد فيه وتلك هي خفة الظل في الهجاء الشعري
ألا مهلا رفيق الحـرف مهـلاورفقـا بالقواريـرالغـوانـي
عودة إلى التفلسف مرة أخرى وإلقاء اللوم على المجني عليهوتدوير الحقائق لإثبات أنه هو الجاني فهي ( قارورة ) أوصى بها النبي – ص – ومن ثمكان من الواجب عليه أن يكون رفيقا بها فجعلته قصابا وهو المذبوح نحره ... بل إنخبرتها المعرفية الدينية جعلتها تضعه موضع المخالف للشرع , ألم يقل النبي – ص – ( رفقا بالقوارير ) وأنت لم ترفق بها فقد خالفت أمر النبي , منتهى البراعة في قلبالحقائق وهذه من أخص دقائق القصيدة الهجائية
وصـل الآن للرحمـن عـذراوقل عفواً علـى فكـرٍأتانـي
منتهى الذكاء في مَنْطَقَة الحكم فالبيت السابق فيه حكمشرعي ووهذا البيت يتلوه فمن المقدمة استخلصت النتيجة ... فما حكم من خالف شرعا ؟عليه طلب المغفرة حتى يتوب الله عليه وكأنها قد جعلت من الخطأ في حقها خروجا عنالأمر الشرعي ومن ثم فإن من يخطئ في حقها فعليه أن يطلب المغفرة من الله لأنها حدمن حدود الله وحرمة من محارمه ... وجاء الأمر منطقيا تماما لا يقبل المعارضة حيثجعلت من قضيتها مع هذا الخصم قضية شرعية يتعاطف المتلقي معها فيها
أراك بحثت عن رمش كحيـلوغنيت اللحون لغصـن بـانِوفي فخالرموش هويتَ فـرداًوما كنت الجديـر بالامْتحـانِ
كدت أموتضحكا انفعالا لهذين البيتين ففيهما تنامٍ كوميدي حركي في منتهى الروعة فهي لوحةسينمائية كوميدية فوق العادة ومنتهى السخرية من الخصم تلميذ غبي ذهب إلى المدرسةوأضاع وقته في المذاكرة ومحاولة إثبات الذات ويوم الامتحان كان محكوما عليه بالفشلمسبقا وهو لا يدري أن قدراته لن تمكنه من بلوغ الامتحان فكانت صدمته ( ما أقساك ياميمونة وما أروع شعرك )
نصحتك فاستمع للنصحِ ، إنـيأنا الخنساءُ في هـذاالزمـانِو لستَ بناظـريَّ أبـا فـراسٍو لا العبسيَّ يمتشـقالمعانـي
لقد فعلت فعلة المتنبي في هوايته التي كان يمارسها حيثالجمع بين المتناقضات في الشعر فمن منتهى الفخر لمنتهى التضرع لمنتهى التهكم لمنتهىالنصح - أقصد المتنبي فيما سبق – أما ميمونة اليونس فقد حذت حذو المتنبي في الجمعبين المشاعر المتناقضة فمن نصح ورزانة ووداعة الناصح ( نصحتك فاستمع للنصح ) إلىفخر وثورة وانفعال متفجر ( أنا الخنساء في هذا الزمان ) إلى منتهى التهكم والسخريةوالتقليل من شأن المهجو ممزوجا بخفة الظل الشاعرية (و لستَ بناظـريَّ أبـا فـراسٍ ... و لا العبسيَّ يمتشـق المعانـي ) ففي البيت الأخير أتت عليه بالضربة القاضيةفإن كنت تسعى إلى أن تلفت نظري فلا يلفت نظري سوى هؤلاء وأنت لست منهم إنها اللكمةالأخيرة التي أنهت المبارة الشعرية لصالح ( ميمونة اليونس )
يا لها من شاعرةتستحق أن تعلو منصة التتويج الشعري فقد طبقت مبادئ قصيدة الهجاء بكل حرفية ومهارة
عبد الله جمعةالإسكندرية فيالأحد 26-7-2010



==============

وكتبت الأخت ميمونة اليونس

أضع هذه الدراسة النقدية بين أيديكم
لما احتوت من فائدة
لكل المهتمين بجوانب الادب وخاصة الشعر منه
أرجو أن ترقى لمستوى ذائقتكم
مع احترامي وشكري للأستاذ عبد الله جمعة
على هذه النظرة التحليلية للقصيدة


ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة Signat10



================

الأخت الفاضلة والأديبه الشاعره ميمونة اليونس المحترمه

بداية ذو بدأ

احييكم وأحيي الشاعر والناقد الأستاذ عبدالله جمعة

حاولت ان اقتبس فقرة لكن وجدت من التقدير أن اقتبس كل ماتفضل به

استاذنا الكبير من دراسة شاملة وعميقة وكل حرف فيه منارة وضوء يلامس عالي النجوم

قيل :

{ مابعد المفيد من مــزيد }

وكنت ِ أختي ميمونة رائعة في كلماتك وكنت ارى فيها الخنساء

وخولة بنت الازور وبستان شلغين

وكل أخواتنا وأمهاتنا في جبلنا الشامخ

وأخواتنا المناضلات في جولاننا الحبيب
[center]وكافة المناضلات على امداد مساحات وطننا العربي

لك ِ كل التقدير والاحترام وجل العرفان والجميل

للاستاذ

الشاعر والاديب الناقد عبدالله جمعة

ولافض فوك ِ وخاب من يهجوك ِ


*** تقبلوا وافر تحياتي ***
-------------------------------------------------------------------
لولا نهايــــــــــــــــــــــــة الأشياء === ما كانت البدايــــــــــــــــــــــة

[/center]



أخي أبو مالك

أشكر لك طيب المرور
وأتمنى أن نستفيد جميعا
وسأحاول أن أنقل ما أستطيعه من الموضوعات المهمة
لتعم الاستفادة
مودتي واحترامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ميمونة اليونس ومعجم الغضب الشعري ( إلى رجل هجاني بقلم الشاعر والناقد القدير الأستاذ عبد الله جمعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دراسة نقدية لقصيدة بلا عنوان للشاعرة ميمونة اليونس بقلم الدكتور جمال مرسي
» هروب....شعر :عبد الرحمن سليم الضيخ
» عيناك
» الأستاذ الشاعر محمد نحال أهلا بك معنا
» يا جماعة ... ما هي أخبار ميمونة اليونس ؟؟؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جبـل العرب :: 
المنتديات الأدبية
 :: قسم النقد والدراسات النقدية
-
انتقل الى: