للخال الجرناس طلبك هنا

قول الحكاية، وهي حكاية حقيقيّة، بأنَّ رجلاً من قبيلة «صليب»، فَقَدَ أربعة من أبنائه الخمسة،
وكان ولده الوحيد الباقي «فهد»، وهو الأصغر مولعاً بالصَّيد مثل والده. وكان الأب والابن يخرجان
معاً للصَّيد. وحدث أن خرج الأب للصَّيد مبكِّراً، فلحق به «فهد» رغماً عن توسُّلات أُمِّه، حاملاً بندقيته
متوجِّهاً إلى الصَّحراء. وقد اصطاد «فهد» عدداً من طيور الحباري. وعندما اشتدَّ لهيب شمس الصحراء،
توكَّأ الإبن على كومةٍ من الحجارة ووضع طيور الحباري فوق رأسه لتحميه من حرارة الشمس وراح
في نومٍ عميق. ومن بعيد لاحت في الأُفق طيور الحباري، التي حسبها والده طيوراً حيّة، فأطلق عليها النَّار،
وعندما وصل إليها وجد ابنه صريعاً غارقاً في دمه. حمله بين يديه وعاد إلى «أم فهد» حاملاً صيداً،
ليس مثل أي صيد. وقد جاءت هذه القصيدة «مرثاة» حزن، ليس هناك أصدق منها تعبيراً عن حزن الإنسان
وأهداها إلى «نمر بن عدوان» الذي بقي أسير الحزن بعد وفاة زوجته.

تبدأ القصيدة بمناداة راكب «الملحا» _ النَّاقة، فيقول:

يراكب الملحا لها الكور شدِّي

تسبق نسيم الرِّيح يومن تمدِّي

قم يا وليفي واعتلي فوق هيــاف

واسرع من اللِّي بالسَّما ريشها ردّاف

ودي لابن عدوان مكتوب ودي

يا نمر وين اللي بنى قصر جدي

لنمـر اللـي للخطاطيـر وقَّــاف

وين الصحابة يا نمر وين أهل كاف

وهو يبعث قصيدته إلى نمر بن عدوان، وهو الرجل الكريم الذي يفتح بيته «للخطار» المسافرين عبر منطقة الشونة
سواء إلى فلسطين أو في الأردن. ويتساءل، أين الذين أشادوا بيوت أجدادهم، وأين الأصدقاء، وأين أهل «كاف»؟؛
وكاف هنا اسم جبل كانوا يعتقدون بأنّه أحد أطراف الأرض. ويتصاعد حزن الشاعر وهو يصف دموعه الهاطلة،
فمن قبلهما أصبح مرود العين صدئاً، ولكن حزنهما أعاد استعمال «المرود» وهو عبارة عن «عود خاص» تكتحل به العين.

من قبل منك مرود العين صدى

على جنين بأوّل العمر مــدي

والعين تذرف دمعها جواز وأرداف

صيد الحباري والحر زايد بشدي

كن لاح لي بالزول مثل المهـدي

علمي مغيظه (البارودة) ما تغلط بيدي

وناشر من الجنحان على الراس رفراف

في هذه الأبيات وصف الشاعر، كيف أنّ الحرّ كان شديداً، وأنَّ ولده وضع طيور الحباري فوق رأسه،
فظهرت «الجنحان» كأنَّها الطيور طليقة، فوجّه بندقيته _مغيظه- وهي لا تخطئ، وأطلق النار وشعر
بأن قلبه وجل. وعندما حضر وجد ولده القتيل يتخبّط بدمه. وهنا وصفه بطريقة تصل حدّ الإعجاز عندما قال:

يومن نظرته رمش عينه منــدي

يخبط حمر من قوة القلب لصاف

شِلته بايـدي والتقيتـه بزنـدي

ندهت بجنح الليل وقلت يم فهدي

لقد حمل ولده بين يديه وأسنده إلى زنديه، بينما كانت دموعه تنهمر بشدّة، وراح ينادي زوجته
في الليل المظلم لتحضر له وعاء من بيوت الجيران الذين لم تصبهم مصيبة. ولكن الحقيقة أنّه
ليس هناك من لم تصبه كارثة؛ لأنَّ عزرائيل لا يترك أحداً، والموت لا يمكن تجنُّبه حتّى لو كنت على رأس جبلٍ عالٍ

كما هيا من المصدر للدكتور سليمان عربيّات - الاردن .

وها هيا كامله دون تفصيل

يا راكب الملحا لها الكور شدي
قوم اعتلي يا وليف من فوق هياف
وانسف عليها
السرج قبلن تمدي
واسرع منلي بالسما وريشها نداف
هو مهجتي يا نمر باول العمر
مدي
مطلق جنحين وناصبا فوق رفراف
صوبت ناري يا نمر قاصدا لهب جدي
ومشعل
فتيلا ونارا بين الكتاف
ويوما قبلت يا نمر بطرف عينه يلدي
والدم يخرج من
داخل الصدر نزاف
شلته على مهرتي ودخلت بدخشة ليل
وقلت ياام فهد لدي
صاحت
وناحت واكثرت بالتفدي
قالت هذي منيتي بالحياة ما بها خلاف
قلت لا تدمعي هاتي
قدر البين ما نابه طراف

الحبيب أبو حيان

اشكرك على جهودك المبذوله لجمع مثل هذه القصائد

مع قصتها واعرف كم تتطلب من التعب والبحث

وفق الله

لك ودي

,,,
,,
,

الجرناس كتب:: الحبيب أبو حيان

اشكرك على جهودك المبذوله لجمع مثل هذه القصائد

مع قصتها واعرف كم تتطلب من التعب والبحث

وفق الله

لك ودي

,,,
,,
,

حياك الله وواجبي

و الف شكر لوجودك

قصة موجعة فعلا
والمنيا واحدة لكنها متعددة الأسباب
شكرا أبو حيان

هلا بك ميمونه

نورتي بوجودك

» الى الجرناس الف مبروك
» على الهواء مع الجرناس
» على الهواء مع الجرناس
» شكوى الى الجرناس
» الجرناس .. أيامك أعياد