المتملق
حدثني جدي قال: (( يحكى أن السبع ملك الوحوش أدركته الشيخوخة فشح نظره وأقبل الثعلب الماكر يزوره وقال له :
قالت الحكماء إذا شحت الأبصار عليكم بلحم الحمار أنه يجلب العافية ويشد الركب المتراخية ولقد عاينت في طريقي حماراً
فإن راق لكم الأمر يا سيدي رافقتكم إليه فتنعمون بقلبه ولسانه ودماغه وتتركون لعبدكم الثعلب الفضلات . فلملم السبع ما تبقى
من عزيمة ومشى إلى جانب الثعلب الذي راح يتملق :سلامة نظرك سيدي السبع أنا فداك سيدي السبع حياك الله ياملك الوحوش .
وعندما وصلا تبرع الثعلب بنصيحة وقال : من الحكمة أن تأتيه
من الوراء على حين غفلة . لكن الحمار تناول السبع برفسة على صدغه وأخرى تحت أذنه فترنح السبع وسقط على الأرض مغشياً
عليه وعندما بدأ يستعيد وعيه سمع الثعلب يقول للحمار:
صباح الخير يا سيدي الحمار. لا شلت يمينك ياابن أتان أيد الله عزك أيها الجحش العظيم يا صاحب الصوت الرخيم والعقل
الراجح السليم والظهر القويم والذيل الطويل المستقيم.
هنا انتفض السبع وصاح: ويحك أيها الثعلب ما هذا التبجيل.
أجاب الثعلب:المتملق مع الواقف ..حتى تنجلي المواقف.
...........................الحفيد:نــزار محمـــد شــــجاع....