بوذا وتلامذته كانوا ناذري العفة. وأثناء تجوالهم في الهند حصلت حادثة غريبة لبوذا حيّرت تلاميذه
وجعلت بعضهم يرتاب في سلوك معلمهم.
فبينما كان البوذا العظيم يستريح معهم في فيء شجرة ظليلة اقتربت منهم غاوية وانجذبت بقوة لا تقاوم نحو
جسم ووجه بوذا اللذين كانا ينبعث منهما ألق غير عادي، فوقعت على الفور في غرامه. وبنشوة من العاطفة
الطاغية هرعت نحوه بذراعين مفتوحتين لتضمه إلى صدرها ولتقبله، وهي تصيح: "يا بهجة الحياة ونورها،
إن قلبي ليخفق بحبك!"
ولقد فوجئ التلاميذ عندما سمعوا سيدهم يجيب الغاوية بالقول: "يا حبيبتي، وأنا أيضاً أحبك. ولكن لا تلمسيني
الآن، لأنه لم يحن الوقت بعد."
أجابت: "تقول يا حبيبي ومع ذلك تمنعني من لمسك!"
فأجاب العظيم بوذا: "تأكدي يا حبيبتي أنني سألمسك فيما بعد ولكن ليس الآن. وسأثبت مقدار حبي لكِ."
وإذ وجد أنها لم تقتنع بكلماته، أضاف قائلا: "ثقي أيتها المحبوبة بكلماتي ولا تشكّي بها أبدا. فيما بعد، عندما
يهجرك عشاقك الواقعون الآن في غرامك سآتي إليك."
خيّمت الحيرة على تلاميذه لسماعهم هذه الغراميات من سيدهم، وبعضهم ظن أن معلمهم وقع بالفعل في شراك
الغاوية.
بعد سنين من تلك الحادثة، وبينما كان بوذا يتأمل مع تلاميذه، صاح فجأة: "يجب أن أذهب فمحبوبتي الغاوية
تناديني. إنها بحاجتي الآن ويجب أن أفي بوعدي الذي قطعته لها على نفسي."
وما أن تفوه بهذه الكلمات حتى نهظ وانطلق رآكضاً، فراح التلاميذ يعدون خلفه في محاولة يائسة لتخليصه
من إغراء الغاوية.
أخيراً وصل المعلم العظيم وتلاميذه إلى نفس الشجرة حيث التقى بالغاوية من سنين، وما الذي رأوه تحت تلك
الشجرة؟
رأوا نفس تلك المرأة مستلقية على الأرض وقد أصبح جسمها الجميل منخوراً بالجدري وممتلئاً بالبثور
المتقيحة الكريهة الرائحة.
ارتعد وابتعد التلاميذ عنها على الفور لكن بوذا ذا القلب الرقيق والحب العميق جلس بجانبها ورفع جسمها
المتعفن فوضعه على حجره وهمس في أذنها:
"يا حبيبتي، لقد أتيت لأبرهن مدى حبي لكِ، ولأفي بوعدي بأنني سألمسك. لقد انتظرت فترة طويلة لأثبت لكِ
حبي الصادق. إنما أحبك عندما يتوقف الكل عن حبك. وألمسك عندما لا يرغب أصحابك – أيام العز –
بلمسك."
وإذ نطق بتلك الكلمات فقد شفاها على الفور من حالتها المزرية وطلب منها الإلتحاق بأسرة تلاميذه، فلبت
الطلب بعزم أكيد وفرح ما عليه من مزيد!
(بتصرف)
( ان القصص المتناقله عبر الانترنت تتعرظ لبعظ التصرف من قبل الكتاب عفويا او غير ذالك وخاصه الدينيه منها )